آراء متعددةالثقافيةحوارات خاصة

الكاتبة أميرة الموسى: “ريفلكشن” يمثل قصة “موت وميلاد”.. ومعرض جدة للكتاب يشبع شغف عشاق القراءة والأدب

يعتبر معرض جدة الدولي للكتاب 2023م، أحد أبرز الفعاليات الثقافية على مستوى الوطن العربي، حيث يتميز بوجود آلاف الكتب والمراجع، ومشاركة أكثر من 1000 دار نشر محليةٍ، وعربية، ودولية موزعة على 400 جناح،التي تستقطب مئات الآلاف من الزوار على مدار فترة إقامته، ممن يقصدون دور النشر التي تقدم درر الكتابة العربية والعالمية.
ومن بين هذه الإصدارات يبرز كتاب “ريفلكشن.. تأملات سنة أولى غربة”، للكاتبة والزميلة في منتدى القصة أميرة الموسى، حيث حرصت “مكة” الإلكترونية على مقابلتها على هامش المعرض، لتحدثنا عن تجربتها الأدبية وقصة الكتاب، واستطلاع رأيها في معرض جدة وفعالياته المختلفة.

*في البداية.. هل نتحدث باستفاضة عن الكاتبة أميرة الموسى؟
-امرأة عادية جدا، ابنة، وأخت وزوجة، صديقة، ومعلمة، وأحيانًا كاتبة.

*منذ متى بدأتي مع الكتابة؟
-خطوت أولى خطواتي على طريق الكتابة حينما بدأت تدوين المسودات على أدراج المرحلة المتوسطة، وبدأت تلك النصوص تتخذ شكلاً أدبيا محددا على مشارف الجامعة، وظلت تلك المسودات حبيسة الأدراج إلا من نشر خجول تحت أسماء مستعارة في بعض المواقع، حتى رأى إصداري الأول النور عام 2020م بعد سنوات تحت اسم “حين فقدت صوتي” عن دار “مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع”، وقد تضمن نصوصًا أدبية متنوعة، وهيَّأ صدوره الطريق لإصداري الثاني “ريفلكشن” بعدها بعام تقريبًا.

*هل يمكن أن تحدثينا عن “ريفلكشن” والقصة خلف هذا العنوان؟
-“ريفلكشن” كلمة تعني الانعكاس، أو التأمل في أبرز معانيها، والتأمل إجمالاً هو حالة يفتح فيها العقل آفاقه ليستقبل كل ما يمر به من أحداث وأفكار بتركيز وانتباه شديدين، يمكنان العقل من فهم أبعاد ما يمر به، ثم يصل العقل بعدها إلى خلاصة تتشكل في دروس مستوحاة مما مر به.
والقصة خلف هذا العنوان تكمن في معناه؛ فالشق الثاني من عنوان الكتاب هو “تأملات سنة أولى غربة”، إذ تم تعريف معنى الاسم في ذات العنوان، فما يوجد ما بين دفتي هذا الكتاب ليس إلا تأملات كتبت عما بعد الحدث خلال عام وأكثر من الاغتراب بكل ما تضمنته تلك التأملات من مشاعر وأفكار تتغير كلما مضى شهر من شهور تلك الرحلة.

*هل يعتبر هذا الكتاب من كتب السير أو كتب التدوينات اليومية؟
-لا يمكن القول بأنه من كتب اليوميات؛ فهو لم يدون الأحداث يومًا بيوم، وليس من كتب السيرة كذلك بشكلها المعتاد حين يتم تناول سيرة شخصية حالية أو سابقة كحياة كاملة بكل أحداثها أو أبرزها، ولكن بقليلٍ من هذا وذاك، فكتاب “ريفلكشن” وثَّق أربع أحداث بارزة كل شهر من شهور الرحلة، بمعدل حدث بارز كل أسبوعٍ تقريبًا، وقد روعي في اختيار الحدث مدى عمق تأثيره، والدرس الذي تعلمته منه.

*ما بين حيرة البدايات في آيار وإغلاق الباب في حزيران من العام التالي.. ما الذي حدث؟
-موتٌ وميلاد.

*وأي فصل من فصول هذا الكتاب يعد الأقرب إلى قلبك؟
-ما بين الدفتين، وما بين سطورها محبب إلى قلبي، فكل حرفٍ كتب في هذا الكتاب كتبته بتجليٍّ تام، تمامًا كانعكاس المرآة التي أراها، فقد كتبت لأعكس المرآة للقارئ فيقرأ بعينيه ما كنت أراه بعيني، وحاولت جاهدة لأجعله يسمع ما سمعت، ولخصت له ما استخلصته من هذا الموقف وذاك؛ لتكتمل الصورة أمامه فكأنما كان هناك برفقتي.

*وما هي نقطة التحول التي أشرت إليها في الغلاف؟
-وما نقطة التحول في حياة أي شخص-باختصار- إلا قلب الصفحة نحو فصلٍ جديد، أو انعطاف -إيجابي على الأغلب- لمسارٍ حياتي آخر، وهذا ما حدث في رحلة “ريفلكشن”، فمن خلال قراءة التأملات سيعلم القارئ أين تبلورت ملامح تلك النقطة، وأين هي نقطة التحول، وكيف أصبحتُ بعدها.

*هل هناك مواقف حدثت خلال هذه الرحلة ولم تذكر بين ثنايا الكتاب؟
-نعم؛ فاقتصار أربعة أحداث ومواقف رئيسية كل شهر لا يعني أن غيرها لا يمكن الكتابة عنه، بل أن تلك المواقف ربما لا تتناسب مع فكرة “ريفلكشن” أو قد لا تنسجم مع تسلسل الأحداث، لكن ربما سأكتب عنها مستقبلاً، ومن يعلم!.

*وماذا بعد “ريفلكشن”؟
-بعد صدور “ريفلكشن” وحتى قبله بقليل نشرت عدة مقالات تربوية، وقصص قصيرة بين الفينة والأخرى، ولا زلت في “مرحلة تأمل”، إذ توقفت بعد إصدار هذا الكتاب للتأمل أكثر، وللتطوير الذاتي “الكتابي”؛ طمعًا في إصدار قادم متميز يرتقي إلى ذائقة قارئي، ويعبر عني في نص ينتمي إليَّ جدا.

*كيف شاهدت البرنامج الثقافي لمعرض الكتاب بجدة؟
-البرنامج الثقافي للمعرض متميز جدا من ناحية ثراء المحتوى وتنوعه، ومناسبته لكافة الأطياف الثقافية لرواد المعرض، فإن كنت مهتم بالنقد أو بالأدب أو الفكر بفنونهما فستجد ضالتك ما بين لقاءات ثرية وورش عمل فريدة، وستجد ما يشبع شغفك في هذا البرنامج.

*هل سبق لك تجربة كتابة الرواية القصيرة أو ما يعرف الآن بِـ “نوڤيلا”؟
-لا للأسف لم يسبق لي ذلك، فكتابة المقال والقصة القصيرة يستهوياني أكثر، لكن ومن يعلم؛ ربما سأجربها يومًا ما.

*كيف ترين مشاركة أكثر من ألف دار نشر محلية وعربية ودولية في معرض جدة للكتاب؟
-كل معرض كتاب هو محطة مختلفة، وتجربة أنجح من سابقتها -من فضل ربي- الأمر الذي يجعل معارض الكتاب محطة مزدحمة بالزوار والرواد حتى مع تكرارها كل عام، ولربما زار الشخص المعرض نفسه لأكثر من يوم؛ لعدم شعوره بالاكتفاء، وعدم كفاية يوم واحد للبحث عن ضالته بين أروقة المعرض، وكذلك العدد المهول لثمار العقول ودرر دور النشر التي يزخر بها المعرض من شتى أنحاء العالم.

*هل العدد الكبير من الزوار للمعرض يخالف مقولة “أمة اقرأ لا تقرأ”؟
-هذا العدد المتصاعد في زوار معارض الكتاب كل عام دليلٌ كافٍ على أن أمة “اقرأ” تقرأ، بل وتعي ما تقرأ.

*أين يجد القارئ كتابك “ريفلكشن” داخل أروقة المعرض؟
-الكتاب متوفر لدى جناح مركز الأدب العربي (Q25)، وجناح كاف الكافة (K7).

عبدالله الزهراني

حساب تويتر https://twitter.com/aa1hz

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى