بسبب العدوان الإسرائيلي على إخواننا الفلسطينيين في غزة أصبح الطلاب (المؤيدون والرافضون) يشعرون بالضيق وعدم الرضا من رد فعل مسؤولي الجامعات الأمريكية من ارتفاع ظاهرة “مُعاداة السامية والإسلام فوبيا”.
فمنذ اندلاع النزاع في السابع من أكتوبر، أصبحت الجامعات الأمريكية مركزًا للعديد من التظاهرات والاحتجاجات بسبب الحرب على غزة، أحدث ذلك نوعًا من التوتر وعدم الراحة للكثير من الطلاب داخل الجامعات من عرب ويهود، وقد عبّر بعضهم على أنهم باتوا لا يشعرون بأي دعم من إدارة الجامعات لدرجة أن بعض الطلاب اتهم الجامعات بالتركيز فقط على “مُعاداة السامية” بدرجة أكبر من انتشار ظاهرة ما يُسمى “الإسلام فوبيا”؛ خاصة بعد عملية إطلاق النار على ثلاثة طلاب جامعيين من أصول فلسطينية في ولاية “فيرمونت” عند بداية الحرب على غزة الشهر الماضي.
وأدت جلسة استماع في الكونجرس الأمريكي قدَّم خلالها ثلاث من رئيسات أفضل الجامعات الأمريكية وهن: “كلوذين جاي” رئيسة جامعة هارفرد، و “إليز ما جيل” رئيسة جامعة بنسلفانيا، و”سالي كورن بلوث” رئيسة معهد ماساشوستس للتكنولوجيا شهادتهن حول التوترات والاحتجاجات التي شهدتها ساحات الجامعات على خلفية العدوان الهمجي الإسرائيلي على فلسطين، وكان من نتيجته غضب كبير بين المانحين والخريجين والطلاب والسياسيين بسبب التوترات بين الطلاب المسلمين واليهود في الجامعات.
وتعرض رئيسات الجامعات الثلاث لانتقادات حادة على إجاباتهن أثناء الجلسة، لدرجة أن البعض اعتبرها غامضة وليست حاسمة؛ خاصة عندما سُئلن هل كانت الدعوة إلى الإبادة الجماعية لليهود تنتهك مدونة قواعد السلوك الخاصة بجامعتهن؟! حيث رفضت رئيسات الجامعات الثلاث إعطاء إجابة بـ”نعم” أو “لا” وبدلًا من ذلك اتفقن على احترام مبدأ الالتزام بحرية التعبير ومنح مساحة واسعة للآراء المختلفة. وقد طالب بعدها الكثير من المعلقين والداعمين باستقالة رئيسات الجامعات الثلاث بسبب ما أدلين به خلال جلسة الاستماع.
وأثناء الجلسة قالت النائبة الجمهورية عن ولاية نيويورك “إليزا سيتفانينك” وهي إحدى خريجات جامعة “هارفرد” أنه يمكن تفسير ما حدث على أنه “دعوة إلى تشجيع العنف ضد إسرائيل وأولئك الذين يدعمونها” بالرغم من أن الرئيسات قد أدانت ما قامت به “حماس” والذي أطلق عليه بأنه معادٍ للسامية، وتعهدن بالعمل لمكافحة الكراهية بجميع أشكالها.
واضطرت في النهاية رئيستا جامعتي “هارفرد” و” بنسلفانيا” إلى إصدار بيانات منفصلة لتوضيح شهادتهما أمام الكونجرس والتراجع عنها، وقد أنهى العديد من المانحين دعمهم لجامعة بنسلفانيا ودعوا رئيستها لتقديم استقالتها من إدارة الجامعة بحجة أن الإدارة لم تعمل بما فيه الكفاية في إدانة مهرجان الأدب الفلسطيني الذي أقيم بالحرم الجامعي قبل ثلاثة أشهر، وضم لعدد من المتحدثين الذين أدلوا بتصريحات اعتبرت وقتها بأنها مُعادية للسامية.
والجدير بالذكر أن معهد “ماساشوستس للتكنولوجيا” احتل المرتبة الثانية حسب تصنيف “يو إس” لأفضل الجامعات في العالم لسنة 2023م، وجاءت جامعة “هارفرد” في المرتبة الثالثة، بينما جاءت جامعة بنسلفانيا في المركز السادس.
0