رَحل عن دنيانا الشيخ نَوَّاف الأحمد الجابر الصباح المولود في 25 يونيو 1937 أمير دولة الكويت السادس عشر، والذي حكم البلاد من 29 سبتمبر 2020 حتى 16 ديسمبر 2023، وهو الأمير السادس بعد الاستقلال عن المملكة المتحدة، والابن السادس للشيخ أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت الأسبق من زوجته اليمامة.
توفي أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح يوم السبت عن عمر 86 عامًا وفق ما أعلن الديوان الأميري بعد ثلاث سنوات فقط من خلافته لأخيه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح؛ ليقود بلاده في ظل تغيُّرات كبرى في الخليج وأزمات سياسية دولية وتوترات جيوسياسية متعددة، ونجح في قيادة بلاده لبر الأمان، ووصف بأنه أمير الحكمة والسلام.
تولى الأمير الراحل عدة مسؤوليات قبل وصوله إلى الحكم أبرزها وزارة الدفاع عندما غزت القوات العراقية بقيادة صدام حسين بلاده عام 1990، وكذلك وزارة الداخلية ومنصب نائب رئيس الوزراء لمكافحة الإرهاب.
وسُمي الشيخ نواف الذي كان يحظى بتأييد الأسرة وليًا للعهد عام 2006 قبل أن يخلف في 2020 أخاه غير الشقيق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي توفي في سبتمبر من ذلك العام عن 91 عامًا.
والأمير الراحل يعمل بالسياسة لما يقرب من نصف قرن، بدأها حاكمًا لمحافظة حولي وهو في سن الخامسة والعشرين، وبقي في منصبه ذاك حتى 1978 عندما تولى وزارة الداخلية لنحو عشر سنوات، حافظ خلال حكمه على رفعة الكويت، وحماية أمنها واستقرارها.
ونعت دول خليجية وعربية وإسلامية، رحيل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت الذي وافته المنية، السبت الماضي، وقدمت أحر التعازي وصادق المواساة في وفاة فقيد الأمتين العربية والإسلامية.
وفقدت دولة الكويت أحد أبرز الوجوه السياسية التي عاصرت مسيرة بناء دولة الكويت منذ أن نالت استقلالها في 1962، وأحد المساهمين في بناء الكويت الحديثة وإرساء دعائمها، وتحقيق نهضتها، وستواصل البلاد -بإذن الله- مسيرة النهضة والتقدم والنمو والبناء.
ويشهد للأمير الراحل بكل المستويات داخل الدولة الكويتية، وعلى المستوى الإقليمي والعربي والدولي بأنه رجل دولة حريص على أمته وتماسك شعبه، رحيم بهم.. فعال للخير كما له مواقف على المستويين الدولي والعربي؛ خاصة نحو العمل على تماسك الأمة وتوحيد الصفوف، كما برزت أعماله خلال فترة حكمه بإصدار العديد من أحكام العفو ليكتب التاريخ عنه أمير العفو والتسامح والإنسانية.
شهدت فترة حكم الأمير الراحل اختيار العالم للكويت؛ لتكون مركزًا للعمل الإنساني يحمل الدولة والحكومة والشعب مسئوليات ثقيلة في الحفاظ على هذه الصورة؛ وذلك الانطباع العالمي عن البلاد باعتبارها دولة حاضنة للإنسانية وراعية لكل عمل إنساني يخدم شعوب العالم في كل مكان، وهو ما يحتم ضرورة إظهار الشعب الكويتي لإنسانيته في التعامل مع شعوب العالم من مختلف الجنسيات سواء على أرضنا أو في الخارج، بما يسمو بأصالة ذلك الشعب المعطاء وبسمعة الكويت؛ ليبقى قلب العالم النابض بالخير والسلام، ودعم الإنسان في العالم دون تمييز.
0