تناولت طعام العشاء في أحد مطاعم البيتزا مع الأهل والأبناء عشية فوز الرياض عاصمة بلادي بمعرض أكسبو ٢٠٣٠م، فتذكرت طعامًا عندنا يُشبه البيتزا كان ولا يزال مشهورًا فى المنطقة الغربية ألَا وهو (العيش أبو اللّحم)، والذى يُعتبر من الأكلات المفضلة فى بيوتات الساحل الغربي (فدستور يا الساحل الغربي)؛ لأنّي استطعمت من تذوقي للبيتزا؛ فوجدت الكثير من (التشابه) في الإعداد والطريقة، ولكن (الاختلاف) بينهما فى النكهة والمذاق والطعم مع فارق الإعداد في مكوناتها، وبحسب خبرتي، وتذوقي لطهي الوالدة -رحمها الله- أتذكر من مكوناتها :
(لحم مفروم، طحينة بلدي، كرات وملح وشمر وسمسم وبعض البهارات المطحونة، وغير ذلك من الإضافات…)، وكانت والدتي تضع هذه الخلطة (والتي كانت غير سرية) آنذاك على عجين رقيق أو سميك حسب الطلب وتُقطّع مثلثات بعد إخراجها من الفرن البيتي مثلها مثل البيتزا الإيطالية. إن هذه البيتزا أو التي تُسمى (عيش أبو اللّحم) كانت ولا زالت الغذاء المُفضل لدى بعض الأُسر في المنطقة الغربية، ويشتهر بطهيها الجدات والأمهات، وما تبقى من بناتهن الكبار، حسب خبراتهن، منهنّ.
هذا ويتم إعدادها اليوم فى بعض المخابز الآلية مع المعجنات الأخرى، وتُقدم للزبون بطريقة (take away) أوعلى الماشي -إن صح التعبير-.
ومن المعلوم يوجد لدينا فى السعودية مطاعم لبلدان كثيرة جدًا، دخلت علينا من أوسع الأبواب (هندية، جاوية، مصرية، إيطالية، مكسيكية، صينية، لبنانية وأفريقية، وليس هذا فحسب لا بل معهم مخبوزاتهم، وتُحلّي بعدها أي حلا من حلوياتهم)، هذا بالإضافة إلى وصول مطاعم عابرة للقارات، ذات مسميات غربية لا يعرفها الآباء والأجداد السابقون. فإذا كان الشيء بالشيء يُذكر، فإنّى تذكّرت من خلال اطلاعي وقراءاتي بأن مؤسس مطاعم (كنتاكي) الكولونيل ساندرز الأمريكى صاحب (الخلطة السرية) لدجاج كنتاكي العالمية وإنّ أول مبتكر (للبيتزا) رافاييل إسبوزيتو الإيطالي من مدينة نابولي (وهنا القصد، أو بعبارة أخرى هنا بيت القصيد لهذا المقال). فنستنتج مما سبق بأن المطاعم العالمية كانت بادئ ذي بدء عبارة عن أفكار وابتكارات، لمأكولات تمَّ تطبيقها فى المطاعم وانتشرت حول العالم هنا وهناك كانتشار النار في الهشيم، فلماذا لا يوجد لدينا مطاعم بيتزا كالمطاعم الدولية ذات طعم ونكهة سعودية، والتي تُسمّى عندنا منذ القدم (بالعيش باللّحم). إنها (بنفس تلك الأفكار والابتكارات)، وياليت يتم تطبيقها على أرض الواقع مع نسيان أو مسح عبارة (ياليت ما تعمّر بيت) من القاموس.
ولهذا أرجو من أصحاب رؤوس الأموال افتتاح مطاعم بيتزا (Saudi pizza) ذات ماركة سعودية ويُقدّم معها السمبوسك والبف البيتي والسلطات، والمشروبات والبطاطس المقلية(Frenchfries) ، ويكون من السهولة توصيلها سريعًا (Fastdelivery)للمنازل والفنادق، ومن حسن الحظ انفتاح المملكة إقليميًا ودوليًا للزوار والسوّاح ورجال المال، والمستثمرين من رجال الأعمال، فهنا تتسابق الشركات الإقليمية، والمؤسسات العالمية، للوصول للسعودية، وهنا اليوم وغدًا مواسم الرياض، وكأس العالم للأندية ١٢ /٢٠٣٠م ومعرض إكسبو ٢٠٣٠م في العاصمة الرياض وكأس العالم ٢٠٣٤م، وأن بعد غد -إن شاء الله- تشرق شموس المربع والقدية وتتكاثر الغيوم والضباب وزخات المطر على السودة، ونسايم الليل العليل على نيوم ونسيم البحر على جزر البحر الأحمر.
وأملي في الغد -إن شاء الله- بأن يشع ضوء مطاعم هذه البيتزا؛ فتصبح ذات ماركة سعودية؛ فمن هنا تبدأ رحلة النجاح، وتنتشر فروعها محليًا وعالميًا.
نعم أيها الأخوة الأفاضل أصحاب رؤوس الأموال، ورجال الأعمال.. إنها تجارة، (والتجارة شطارة)، كما يُقال وأنتم أدرى ياساده وأعلم منّي بعلوم هذا المثل أو هذه العبارة؛ ولنتذكر بأن كنتاكي والبيتزا كانت مُجرد أفكار، وها نحن اليوم في انتظار، استثمار مادي، لماركة عالمية تشتهر بها بلادي، ولما لا لأي ابتكار، ولنتذكر برنامجًا، تلفزيونيًا عنوانه من (الصفر).
0