الحمد لله القائل في كتابه العزيز (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) (آل عمران: 185) والصلاة والسلام على نبينا الكريم محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
فقدنا قبل عدة أيام رجلًا من العُظماء حبيبًا وعزيزًا على قلوبنا، رجلًا كريمًا رحيمًا حليمًا متواضعًا. إنه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته.
عرفته وزاملته منذ عام ١٣٩٧هـ في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، كان رجلًا متواضعًا سمحًا لدرجة أنه كان يأتي إلى الجامعة مع سائقه بسيارة (داتسون لوريل) لكيلا يكون مميزًا عن زملائه، وهو ابن ملك وأخو ملك. كان -رحمه الله- بسيطًا جدًا مُحبًا لزملائه، ومهما قلت عنه فلن أوفيه حقه، فوالله الذي لا إله إلا هو لم أرَ رجلًا مثله أبدًا.
كنتُ على صلة به من تاريخ معرفتي به إلى عهد قريب، وكان إذا تأخرنا عن زيارته يسأل عنا ويتفقد أحوالنا، ولم يسبق أن طلبناه بشيء إلا وقضاه لنا ولغيرنا. كان مُحبًا لجبر الخواطر.. إنه أمير الإنسانية ولا شك أنه أمير الإنسانية وتاج على الرؤوس.
ودعناه وقلوبنا مكلومة لفراقه، وعيوننا تذرف بالدموع عند ذكر سيرته العطرة. عاش مع مرضه بصبرٍ وثبات ورحل عن الدنيا بصمت؛ ليكرمه الله بميتة ليلة الجمعة الفضيلة ليكون آخر أيامه من الدنيا. ترك خلفه رصيدًا كبيرًا من الأعمال الطيبة الصالحة، جعلت كل من يعرفه أو سمع عنه يذكره بالخير، ويدعو له.
رحمك الله سيدي ممدوح وأسكنك الفردوس الأعلى، وجمعنا بك في جنات النعيم، والحمد لله على قضائه وقدره، (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة: 156)..
– مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي بدولة غانا وجزر القمر سابقًا