المقالات

ماثيو! داعية إلى الإسلام وهو غير مُسلم!!

يُهيئ الله لدينه من يكون سببًا في إظهار الحق ونشر الفضيلة وكمال الدين، ومن لطف الله جل في علاه ما نراه في الغرب من دخول الناس إلى دين الله زرافات ووحدانًا.
وقد أكرمني الله بفضله غير مرة بمشاهدة هذه الحقيقة في المركز الثقافي الإسلامي في مدينة لندن ومسجد لندن المركزي، ولكل مسلم جديد أو مسلمة جديدة قصة عجيبة. وكثير منهم لا يستطيع التعبير عن سروره وفرحه إلا بالبكاء. تسيل الدموع من أعينهم؛ لتعبّر عن الخروج من عالم الحيرة والقطيعة إلى عالم الطمأنينة والرحمة.
ولكن قصتي اليوم من أعاجيب ما رأيت وإن لم تكن الأعجب خلال مسيرتي الدعوية. زارني شاب إنجليزي ومعه سيدة إنجليزية مسلمة. اعتنق والدها الإسلام من قبل وولدت مسلمة، ولكن ضلت الطريق وخاضت في الحياة، وأخرجت الدين من حياتها وحساباتها كما ذكرت لي. ثم تعرفت على صديقها ماثيو، وهو بطلنا في هذه القصة. فما إن عرف أنها مسلمة، بدأ يسألها أسئلة عن الإسلام والقرآن، وعن رسول الإسلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
‏أسئلة ماثيو استفزت مشاعر الحيرة لديها، وبدأت بقراءة القرآن وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والبحث عن أسئلة الوجود والكون، والهدف من الوجود على هذه البسيطة. ‏هداها الله إلى الإسلام ‏وأتمت قراءة القرآن كاملًا (الترجمة الإنجليزية لمعاني القرآن الكريم). تساؤلات ماثيو وبحثه عن الحقيقة، كان أحد أسباب هداية أختنا الفاضلة. ‏
تحكي قصة توبتها ‏وهي تبكي وبالكاد تستطيع الحديث، وهي تشكر الله سبحانه وتعالى ثم هذا الرجل الذي لم يكن يسلم بعد، ويتجلى لطف الله ‏الذي يهدي ما يشاء في هداية صديقها ماثيو الذي اعتنق الإسلام ونطق بالشهادتين، شعرتُ بسعادة قل مثيلها وأنا ألقن الشهادتين لهذا الرجل الذي كان سببًا في هداية هذه الأخت قبل أن يسلم.
شعرتُ بالسعادة وكأنني طفل صغير، واتصلت بمعالي الأستاذ الدكتور/ بكري عساس مدير جامعة أم القرى السابق ليتحدث إليهم بلغته الإنجليزية الراقية ‏وبشعور المؤمن الذي يحب الهداية لكل الناس، فسعدوا به أيما سعادة ‏فهنأهم وبشرهم ‏واستضافهم.
صدق الله الكريم في كتابه العظيم حين قال في سورة القصص الآية (58): (إِنَّكَ لَا تَهۡدِی مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِینَ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى