جاء في الحديث عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – أنّها قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (إنّ الله تعالى يحبُّ إذا عمل أحدكم عملًا أن يُتقنه)
إنّ هذا الحديث يُرشدنا إلى الإتقان في سائر أعمالنا، ويبيّن لنا أهمية الإتقان في مؤسساتنا، وهو موجّه لكلّ عامل في عمله، ولكل مسؤول في مهمته، وهو ما يُعرف اليوم في كثير من المؤسسات الحكومية أو الخاصة، أو الخيرية بمصطلح (الجودة) كثيرًا ما يمرُّ علينا هذا المصطلح في أعمالنا، ولكن كثيرًا ما نعتقد بأنّه من الكمال الزّائد عن المألوف، وليس بذات الأهمية.
ولكن عندما نعود لديننا ولسنّة نبينا -عليه الصلاة والسلام- فسنجد بأنّ الإتقان أو الجودة هو أمرٌ يحثُّ عليه ويأمر به ديننا العظيم، بل ويحبّه الله سبحانه.
ولا سيّما عندما نتحدث عن المؤسسات الخيرية بشكل عام، وعن الوقف بشكل خاص، فإنّ وجود الجودة والإتقان في العمل الخيري ولا سيما الوقفي، يكون آكدًا من غيره، لأنّنا عندما نتكلّم عن الوقف والعمل فيه، وتطبيق الجودة في الوقف فإنّنا نتكلّم عن تطبيقها في مُلْك الله سبحانه وتعالى، إذ إنّ الوقف ملك لله سبحانه، فالواقف عندما يوقف شيئًا من أملاكه؛ فإنّ هذا الملك يخرج من ملك هذا الواقف إلى ملك الله سبحانه بمجرّد وقفه.
ولذا فإنّ الإتقان والجودة في العمل الوقفي لهما أهميةٌ كبيرة؛ لمكانة الوقف العظيمة التي اكتسبها من نسبته إلى مالكه سبحانه.
ولكي نتمكّن من تحقيق الجودة في الأوقاف، فإنّه لا بدّ أن نسعى جاهدين في عملنا الوقفي، لتحقيق أعلى درجات التميّز في جميع أنشطة وبرامج المؤسسة الوقفية بما يضمن تنفيذ شرط الواقف على الوجه الصحيح، وبما يضمن تلبية احتياجات وتوقّعات المستفيدين من الوقف، وذلك من خلال عدّة نقاط:
1- جودة الكوادر العاملة في المؤسسة الوقفية، وتأهيلهم وتدريبهم.
2- جودة التخطيط والرقابة والتحفيز داخل المؤسسة.
3- جودة الإدارة المالية داخل المؤسسة الوقفية؛ وذلك من خلال الموارد والصرف، بوجود إدارة فعّالة ومحكمة.
4- جودة البرامج والخدمات التي تنفّذها المؤسسة الوقفية.
5- التطوير المستمر والناجح في العمليات والإجراءات الإدارية الفعّالة.
إنّنا إذا عملنا جاهدين في مؤسساتنا الوقفية على الجودة والإتقان، فإنّنا بذلك سنكون قادرين على تحقيق أهداف المنظّمة على أكمل وجه؛ لأن الجودة هي الأساس لنجاح أي مؤسسة، ومن ذلك المؤسسات الوقفية.
وليكن حديث نبيّنا -عليه الصلاة والسلام- في الحث على الإتقان نصب أعيننا، لنتذكّر دائمًا محبة الله سبحانه وتعالى للعمل المُتقن ولعامله.
بارك الله فيك
لفته جميله لمن يعملون في مجال الجمعيات والأوقاف والدعوة