عام

القوة الناعمة (طلاب المنح “الدوليون”)

طلاب المنح “الدوليون” ثروة عظيمة وقوة ناعمة للدول التي يدرسون فيها في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والتعليمية والإدارية والسياحية، ويسهمون في التنوع الثقافي والاجتماعي والتعاون التجاري مع بلدانهم، وتطور البحث العلمي بما يملكونه من مواهب وقدرات رائعة ومتميزة، وينشرون المحبة والتسامح في جامعاتهم، وكل دول وجامعات العالم تسعى للاهتمام والعناية بهم، فهم قوة ناعمة يجب استثمارها.
وسأذكر بعضًا مما وورد في لائحة طلاب المنح “الدوليون”؛ حيث تستند إدارة المنح الدراسية لغير السعوديين في الجامعات السعودية في عملها على اللائحة الصادرة من مقام مجلس الوزراء برقم (94) بتاريخ 29/3/1431هـ، وتعني بالآتي :
أولًا: تنقسم المنح الدراسية إلى قسمين هما :
أ‌- منح داخلية للطلبة المقيمين في المملكة إقامة نظامية .
ب‌- منح خارجية للطلبة خارج المملكة .
ثانيًا: أهداف المنح الدراسية :
1- تعليم اللغة العربية، ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال .
2- إعداد علماء متخصصين فاعلين في مجتمعاتهم في جميع التخصصات .
3- استقطاب الطلبة المتميزين علميًا لتحقيق التنوع وإثراء البحث العلمي .
4- إقامة الروابط العلمية والثقافية مع المؤسسات التعليمية والهيئات والمؤسسات الإسلامية والعلمية في العالم، وتوثيقها لخدمة الإنسانية .
5- تعزيز التضامن بين المملكة ودول العالم .
6- تعريف الطلبة بالمملكة، وما تشهده من نهضة علمية واقتصادية وسياسية واجتماعية وصحية .
وذكرت اللائحة:
سابعًا: مزايا المنح الدراسية .
أ‌. الرعاية الصحية له ولأفراد أسرته – في حال استقدامهم للإقامة معه – التي تقدم إلى المواطنين، وتؤمنها المؤسسة التعليمية إذا تطلبت الأنظمة ذلك.
ب‌. صرف مكافأة “شهران” بدل تجهيز عند قدومه .
ت‌. صرف مكافأة “ثلاثة أشهر” بدل تخرج لشحن الكتب .
ث‌. المزايا التي يتمتع بها نظراؤه من طلاب المؤسسة التعليمية .
ج‌. معاملة طالب المنحة المنتظم في معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها – في المزايا المالية – معاملة طلاب المرحة الجامعية من نظرائه في التخصصات النظرية.
ح‌. تأمين المؤسسة التعليمية له وجبات غذائية مخفضة .
خ‌. توفير السكن والرعاية العلمية والاجتماعية والثقافية والتدريبية المناسبة .
د‌. صرف التذاكر المنصوص عليها في اللائحة المالية للمؤسسة التعليمية وللمؤسسة التعليمية تعويضه بقيمتها إذا قدم على نفقته، على ألا يتجاوز التعويض قيمة التذكرة التي تصرف لزملائه من البلد نفسه.
ووزارة التعليم في المملكة دأبت على تقديم منحٍ دراسية لاستقطاب الطلاب الدوليين المتميزين من جميع دول العالم، في جميع التخصصات النظرية والعلمية ومختلف المجالات البحثية للدراسة في الجامعات السعودية؛ انطلاقًا من دور المملكة القيادي والريادي، فهي بلاد الحرمين الشريفين وقلب العالم الإسلامي، ومهبط الوحي ومنبع الرسالة، وإيمانًا منها بأهمية تعليم أبناء وبنات المسلمين في جميع دول العالم، ليساهموا في نشر الإسلام والعلم النافع والوسطية والاعتدال، ويقوموا بتنمية مجتمعاتهم، وترسيخًا لرسالتها السامية في خدمة الإسلام والمسلمين في كافة المجالات.
ومن البشائر الجميلة والمفرحة والخدمات الجليلة والعظيمة التي تُقدمها بلاد الحرمين الشريفين وولاة أمر هذه البلاد -حفظهم الله- أن مجلس الوزراء أصدر قرارًا يقضي باستحداث تأشيرات تعليمية طويلةٍ وقصيرةِ المدى، تستهدف الطلاب والطالبات، والباحثين الأكاديميين لمرحلة الدراسة الجامعية؛ بهدف استقطاب المواهبِ والباحثين المتميزين، وتقديم المملكة بوصفها وجهة حاضنة للعلم والمعرفة، ومركزًا حيويًّا لتعليم اللغة العربية، ومنارةً لنشر قيم الوسطية والاعتدال.
وإطلاق وزارة التعليم منصة «ادرس في السعودية» لتمكين المتقدمين من مختلف أنحاء العالمِ من الالتحاق بالجامعات السعودية، ضمن الجهود الرامية لتحقيق مخرجات برنامجِ المنح الدراسية بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030، من خلال دعم ومشاركة الخريجين بعد تخرجهم في دفع عجلة التنمية في بلدانهم، وتطبيق ما اكتسبوه من مهارات وخبرات في جميع التخصصات، فهم يسهمون في نمو وتطور الدول.
وقد زرتُ بلدان عالمية كثيرة، ووجدت ثمرة المملكة العربية السعودية قد نجحت وأثمرت الخيرات والبركات الكثيرة؛ فوجدت طلابًا كُثر من خريجي جامعات المملكة قد أصبح منهم الوزراء ورؤساء البرلمانات ووزاء الخارجية وسفراء لبلدانهم، ورؤساء للمحاكم وللمراكز الإسلامية ودعاة ومهندسين وأطباء في العالم، وبعضهم أصبح رئيس دولة في بلاده.
ولا زالت الحاجة ماسة جدًّا إلى زيادة أعداد القبول لطلاب وطالبات المنح الدولية وتسهيل إجراءات قبولهم، وإيجاد برنامج تدريبي متخصص لتأهيل طلاب المنح بالجامعات السعودية ويكون برنامجًا مهاريًا يتعاهد طلاب المنح في الجامعات بالتأهيل والتدريب المتوازن في المهارات الدينية والدنيوية المختلفة ودلالتهم على المنهج الأمثل، وما يحتاجونه من خطط وآليات معاصرة وتدريبهم عليها من خلال كوادر متخصصة، وإيجاد مؤتمرات وندوات ولقاءات دورية مستمرة، وإقامة رحلات لهم لتعريفهم بجميع المدن السياحية الجميلة في بلادنا، ورحلات للحج والعمرة مجانية، وأن تكون هناك رابطة لجميع خريجي الجامعات السعودية للتواصل والتعاون المستمر وتطويرهم بعد التخرج، وأن تتكفَّل الجامعات بتكاليف وإرسال المكتبات العلمية والكتب إلى بلادهم؛ ليتمكنوا من أداء رسالتهم التعليمية والدعوية والتربوية، فهم سفراء الخير والسلام لبلادنا.

د. زياد بن منصور القرشي

المستشار والباحث الشرعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى