نمرُّ في الحياة بمراحل عُمرية مختلفة؛ تبدأ منذ ولادتنا ثم الطفولة والصبا والشباب بمراهقـتها مرورًا بالرجولة وحتى نصل الكبر من العمر؛ إلى ما شاء أن نعيش.. وخلال هذه الرحلة الحياتية نرسم أهدافًا لنسعى لتحقيقها، والوصول إلى مُبتغانا خلالها، وكلٍ منّا يرصد في مخيلته الأفق البعيد الذي يحيط به إطار المصاعب التي يتجاوزها بمقدار ما لديه من عزيمة وإصرار؛ ليتم وزن مُعادلة النجاح التي تكون محصلتها استشعار السعادة والفرحة بتتويج هذه التجربة التي تحتاج الجد والاجتهاد بنتائج إيجابية في مختلف جوانبها.
إلا أنه يأتي الطموح أكبر وأعم وأشمل؛ من حدود الهدف؛ إذ إنه استقرار وارتياح بعد تحقيق جملة من الأهداف؛ ليبقى كمحطة يبحث عنها بعد تحقيق الهدف.. وهنا يتسع أفق الرغبات التي نبحث عنها ونسعى لتحقيقها؛ فالوصول إلى مهنة الطب كرغبة والمعلم والطيار وأستاذ الجامعة.. إلخ؛ كلها طُموحات يصل إليها وينالها كل من خطا خطوات واثقة بتوفيق الله.. حيث يُعانق من حقق طموحاته الانسجام بين الآمال التي تراوده في المرحلة العُمرية التي تُواكب مسيرة السعيد؛ لتحقيق الطموحات، والراحة النفسية والاستقرار الأمثل ببلوغ هذه الطموحات.
بينما الصعوبة بمكان هي الغاية.. التي تختلف عن هذا وذاك.. وليس أبلغ وأدق وصفًا لها كما قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ (النازعات: 37- 41).
أي أن الغاية الحقيقية هي الفرحة العُظمى بغفران الله وإدخالنا جنة عرضها السماوات والأرض.. في إيضاحٍ جلي وتعبير واضح، وتفسير يعُمق المعنى الحقيقي لهذا الوجود.. إن النهاية الحتمية هي مغفرة أو سخط.. أو رضا أو غضب من الله.
نسأل الله أن يُجزينا بالحسنات إحسانًا، وبالطيبات عفوًا وغفرانًا.
0