المقالات

وكم نورة ابتسمت بعسير !

عندما تغنَّى الفنان محمد عبده بكلمات الأمير بدر بن عبد المحسن وقال: حنا الوفا من طبعنا.. وعاداتنا طيب وكرم حكامنا من شعبنا.. هذا أخو وهذا ابن عم.
حينها تمتمتُ لنفسي: (حُكامنا من آل سعود إخواننا وعيال عمنا) أتخيَّل هيبتهم ثم يرتحل خيالي إلى تفاصيلهم من وقفة ومشية وكاريزما الحديث لوسائل الإعلام المختلفة.. فهل أستطيع مقابلة أحد من حُكامنا؟ مُحال وأستقر بنفس الدائرة أن رؤيتهم حِلم. ثم أعود للهيبة فهي أمر لا يُشترى ولكن هي عطايا الرحمن لمن اصطفاهم لخدمة الحرمين الشريفين، وأضف أن الدماء التى تجرى بعروقهم هي لا محال دماء نبيلة؛ فالحجر الأساس للأخلاق في واقع الإنسان هي الأسرة، وهم من أسرة ساس الطيب والكرم والشهامة .

مر علينا جميعًا لقاء سمو أمير منطقة عسير – حفظه الله- وهو يقبّل رأس الجدة نورة البالغة من العمر ٩٣ عامًا تلك المواطنة الصالحة (ويُخاطبها سم طال عمرك) .. وفي لوحة إنسانية بطلها الإنسان الأمير تركي بن طلال صاحب الهيبة والبسمة الطيبة يُخاطب ابنتها (بنت بلدي هل أستحي منك؟)

فاسترجعت ذاكرتي ما قاله مُوحد أرضننا المُباركة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود:
“لقد ملكتُ هذه البلاد التي هي تحت سلطتي بالله ثم بالشيمة العربية، وكل فرد من شعبي هو جندي وشرطي، وأنا أسر وإياهم كفرد واحد، لا أفضل نفسي عليهم ولا أتبع في حكمهم غير ما هو صالح لهم حسبما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم”.

(ومن هنا تيقنت بأن الهيبة لا تتعارض مع الحاكم الصالح)

عُرف عن أمير منطقة عسير -حفظه الله- قُربه من المواطنين وتلبية نداء أي شخص يحتمي به أو يُظهر رغبته في استقباله والجدة نورة تُعد مِثالًا لذلك، وما يميز العلاقة بينه وبين أهالي منطقة عسير هو مدى الشرعية التي يتمتع بها كحاكم إداري للمنطقة؛ فحكام المملكة العربية السعودية من مؤسسهم إلى حفيدهم تربطهم بالمواطنين علاقة وثيقة، أسس قواعدها المغفور له- بإذن الله- الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- واستمرت في عهد أبنائه البررة بعد ذلك كنهج تسير الدولة عليه، وهذا ما لمسته شخصيًا مع سمو أمير منطقة عسير، كان رؤيتي لأحد حكام وطني حِلمًا، وبات الحلم حقيقة وأنا في مجلسه بل كل كَلمة يقولها يُحقق فيها مقولة المؤسس جده الملك عبد العزيز، ويؤكد إيمانه بأن التواصل بين أعلى قمة الهرم والشعب هو أساس الحكم والعدل الاجتماعي، مؤكدًا مرارًا وتكرارًا في مجلسه الكريم بأن الشورى هي أساس العدل، وهي منهاج الحياة السياسية فأرسى بنهجه الحكيم خلال توليه إمارة منطقة عسير بأن ما بينه وبين أبناء منطقة عسير ليست مُجرد علاقة بين حاكم ومحكوم، بل تحوَّلت إلى علاقة أب بأبنائه، فلا يمر يوم من دون أن نرى نوعًا من التواصل المباشر بينه ومختلف شرائح المجتمع.

فقد ابتسمت أنا .. ثم ابتسمت الجدة نورة، وكم من نورة ابتسمت خلف الكواليس سعادة بلقياه وتلبيته لنداء الوطن لخدمة مواطنيه وإيمانه بأن المواطن هو الرقم الصعب لكل نجاح.
سَلمت سيدي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز – حفظك الله- فقد ضربت أروع الأمثلة للابن البار لآباء وأمهات منطقة عسير، والأب العطوف ببنات وأبناء منطقة عسير، والحاكم الحكيم لإدارة مصالح المنطقة، ولا أعلم دعاء أجمل مما قلته الجدة نورة: (ويحجب عليك بِحجابه).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى