في بادرة نوعية فعّل المركز العام للنقل بالهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مبادرة تعزيز استخدام وسائل النقل الخفيفة “كالإسكوتر” والدراجات الهوائية داخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ونجزم أن مثل تلك المبادرات التي تمس الشأن العام قد نالت حظها الوافر من الدراسة، وأشبعت بحثًا وتنسيقًا مع شركاء النجاح من الجهات المصاحبة ذات العلاقة بتلك المبادرة.. وهنا يجب علينا أن نستشرف تلك المبادرة ومدى تحقيقها للأهداف المرجوة في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج، ويجب أن نقف في زاوية أخرى لسبر مآلات تلك المبادرة وأثرها في اختلال حركة تدفق الحجيج عند كل مشعر، فمنظومة الحج التشغيلية تستند في أدائها على عنصري الزمان والمكان، وأي تغيير طارئ في هيكلة ذلك العنصرين سيصيب المنظومة بالحرج، وبمعنى آخر نجد أن استخدام المشاة من الحجيج لتلك الآليات سيسرع من عملية الانتقال؛ وخاصة ما بين جسر الجمرات والمسجد الحرام، وسنتفاجأ بتكتل بشري متزايد في المنطقة المركزية نتيجةً للانتقال السريع بواسطة تلك الآليات بعد أن كان تدفق الحجيج يتم بوتيرةٍ ملائمة للمكان والزمان. فهل تضمن تلك المبادرة انسيابية تُحقق التوازن في حركة انتقال الحجيج بين المنبع والمصب !!
0