تابعت وغيري الخطاب الذي ألقاه سمو أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ/ مشعل الأحمد الصباح بعد أدائه القسم الدستوري أمام مجلس الأمة الكويتي، والذي أشار فيه لبعض مناحي السياسة التي ستنتهجها الدولة، وما لفت الأنظار لهذا الخطاب وأثلج صدور أهل الكويت ومحبي الكويت، وكان له أصداء خليجية هو إعلان الحرب على الفساد بأنواعه وأوله الفساد الإداري، ومن ثم الفساد المالي الذي يأتي تبعًا ونتاجًا للفساد الإداري .
لقد استخدم الخطاب أسلوب الصدمة حين ألقاه أمام السلطتين المجلس التشريعي والمجلس التنفيذي فذكر (أن الحكومة ومجلس الأمة توافقا على الإضرار بمصالح البلاد، وما حصل في تعيينات المناصب دليل على عدم الإنصاف، وكذلك ما حصل من تغيير للهوية الكويتية، وملف العفو وتداعياته، والتسابق لقانون رد الاعتبار، حيث وصفها بأنها صفقة لتبادل المصالح بين الحكومة والمجلس).
ولا أدل على حجم هذا الفساد من أن مُجرمًا وإرهابيًا عميلًا لإيران كان محكومًا عليه بالإعدام في جريمة هزَّت الرأي العام الكويتي، وشكَّلت خطرًا على بقاء الدولة الكويتية برمتها فيما سمي (بخلية العبدلي التي وجد بحوزتها صواريخ وقنابل ومتفجرات) هذا المجرم يخرج من سجنه محمولًا على الأكتاف، وقد وردت أنباء أنه هرب بجواز سفر إيراني بعد خطاب الأمير مباشرة .
لقد حظي خطاب أمير الكويت بالمتابعة والاهتمام؛ فنحن في المملكة خاصة والخليج عامة يهمنا أمن الكويت واستقرارها، وكلنا يتذكر كلمة الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- إبان أزمة الخليج حين قال: إما تبقى الكويت والسعودية أو تذهب الكويت والسعودية، ونرى أن منهج الصدمة في محاربة الفساد التى شنها الأمير محمد بن سلمان ومنهجه في محاربة الفساد أصبحت نموذجًا يُحتذى به، وهو ما يُبشر بخليج نزيه ونظيف يتعاون ويتعاضد لمستقبل رغيد وحكم رشيد، ويوثق اللحمة ويشحذ الهمة لارتقاء القمة لخليج يجمعه الدين والعرق واللغة، والجوار والمصير المشترك .
إن التحدي الآن هو هل يستغل أهل الكويت الصدمة التي أحدثها خطاب الأمير في إحداث التغيير المأمول وتنفيذ نقلة في أداء مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية وأن يتجاوزوا الصراع الذي كان مُحتدمًا بينهما ويتفرغوا للبناء وإعادة الكويت لما كانت عليه؟
0