شهدت المملكة العربية السعودية مشهدًا عظيمًا قائمًا من عهد الرسول إلى وقتنا الحاضر عقود من التكافل الاجتماعي والمحبة المتبادلة بين الفقراء والأغنياء.
وجاءت رؤية ٢٠٣٠؛ لتكون الداعم الرئيسي لقطاع الأوقاف في المملكة العربية السعودية، واستكمال نموذج التكافل الاجتماعي المحمدي كما تكفل للمجتمع الطمأنينة والراحة النفسية، والسعادة الروحية، والقناعة، والرضا.
ودور الهيئة العامة للأوقاف المحافظة على الأوقاف وتطويرها وتنميتها، وتعزيز دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتفعيل التكافل الاجتماعي وفق مقاصد الشريعة الإسلامية والأنظمة.
الأوقاف تُعد من المؤسسات المالية ولا بد من إدارة الأوقاف اتخاذ المنهج الإداري يشمل التخطيط والرقابة والتحسين؛ لتحقيق جوهر الأوقاف وهو حبس الأصل وتسبيل المنفعة، هذا يدعونا نحن المختصين في الإدارة المالية بدمج النظريات العلمية الحديثة والأوقاف؛ بهدف تطوير الإدارة الوقفية.
وتهدف هذه النظريات الحديثة إلى وجود سيولة مالية، وهي المحرك الأساسي في الأهداف المرجوة من الأوقاف، وهي مساعدة الفقراء ماديًا وتنمية المجتمعات الإسلامية، وأيضًا صيانة تلك الأوقاف والمحافظة عليها، وتطويرها.
ومن أجل ذلك أرى أن من الأفضل للإدارات الوقفية أو نظار الأوقاف أو الهيئة العامة للأوقاف ضبط الجودة لإدارة الأوقاف.
ومن نظريات ضبط الجودة “ثلاثية جوران” وتتم:
أولًا: بتخطيط الجودة كتحديد المستفيدين واحتياجاتهم وتوقعاتهم، وتطوير نوعية المنتج أو الخدمة، واتخاذ القرارات اللازمة لإشباع الاحتياجات والتوقعات للمستفيدين، وحصر الإمكانات البشرية والمادية اللازمة لتقديم الخدمة.
ثانيًا: مراقبة الجودة مثل التركيز على وحدات القياس، وتكرار عمليات المراقبة، واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة للسيطرة على العمليات؛ لتحقيق متطلبات المستفيدين، التقويم الفعلي للمنتجات ومطابقتها للمواصفات التي يرغب فيها المستفيد، حل المشكلات التي تكشف عنها عملية التقويم.
ثالثًا: تحسين الجودة بالتركيز على وضع الآليات المساندة لاستمرار الجودة من خلال: توزيع الموارد، تكليف الأفراد بمتابعة الجودة وتوفير التدريب اللازم لهم.
فكلما مرت السنوات زادت الحاجة إلى تطوير المنهجية المتبعة في إدارة الأوقاف، لكيلا يضمر هذا التكافل الاجتماعي، وقد نمرّ على مشهد تاريخي، وهي عين زبيدة بمكة المكرمة وهي من الأوقاف العظيمة التي كانت تخدم الحجاج ومع السنوات زادت الحاجة إلى تطويرها والاعتناء بها.
لا تزال الدراسات والأبحاث مستمرة لإنهاض عين زبيدة؛ فــ«دارة الملك عبد العزيز» تنسق في دراساتها مع عدة جهات ذات علاقة بالثروة المائية في منطقة مكة المكرمة، ومنها مركز المياه ومشروع مياه عين زبيدة، ومصلحة المياه بمكة، ومحطة تحلية المياه بالشعيبة، ومصنع مبرة خادم الحرمين الشريفين؛ وذلك بغرض الحصول على نسخ من الوثائق وكافة المعلومات الخاصة بعين زبيدة ومشروعات ترميمها وصيانتها..