المقالات

“الدار البيضاء” مدينة تتحدث

الدار البيضاء أو كازابلانكا هي أكبر مدينة في المغرب وعاصمته الاقتصادية، وواحدة من أكبر وأهم المدن في أفريقيا، من الناحية الاقتصادية والديموغرافية. تقع المدينة وسط غرب المغرب على بعد حوالي 95 كم جنوب العاصمة الإدارية الرباط على ساحل المحيط الأطلسي، ولقد تشرفت بزيارتها لأول مرة في حياتي في شهر ديسمبر 2023، وأعجبت بها حتى تهيئتها تتكلم معي بلغة الأحاسيس والمشاعر، وفيما يلي وقفات مختصرة لما تمَّ بيننا:
(1) منذ وطئت أرضها ضيفًا، وكل شيء فيها يتهيأ لي أنه يقول: “مرحبًا” الإجراءات سريعة والأسئلة قليلة، والوجوه تعلوها الطلاقة وتزينها الابتسامة.
2) ) المواصلات متوفرة ومتنوعة بإمكانك استئجار سيارة، وبإمكانك استخدام القطار وبإمكانك استئجار تاكسي، والجميع ينطق مرحبًا.
(3) المحيط تحف به الساحات العامة المكسوة بالخضار، وهناك يكون لك حديث مع البحر وتسمع أصوات الأمواج، ويتهيأ لي أنها تقول: مرحبًا وبأدب جم، ومع البحر يطيب الحديث ويكثر البوح.
4) ) على مائدة الطعام اللحم بلدي والخضار بلدي والفواكه بلدي من المزرعة إلى المائدة، وتعود لك حاسة الذوق للأكل اللذيذ بعد ما أفسدت كورونا الإحساس بالطعم، أضف إلى ذلك عراقة الطبخ والضيافة وإتيكيت التقديم، وحديث مقدم الخدمة يا مرحبًا.

5) ) الأسواق التراثية وحديث الباعة عن التراث؛ وكأنك تحضر ندوة علمية فثقافة الحديث والنقاش حول السعر والقفشات العفوية حديث جميل.
6) ) المساجد تعلو فيها أصوات الدعاء والترتيل والأصوات، فتصدع بذكر الله تسوق للقلب الطمأنينة وتبهج النفس، ويتهيأ لي أنها عامرة بالصلاة والذكر المتواصل، والدين مُتجذر وعميق ومؤثر في سلوك وملامح جموع المصلين من رجال ومن نساء.
7) ) الأسعار عادلة ولم ألحظ استغلال أو تدليس على السياح والمنتوجات المغربية من ملبوسات وتحف رخيصة إذا قارنتها في مكان آخر.
8) ) الخيارات الترفيهية أغلبها مُتاح، وتناسب كافة الأعمار وغالبية الشهوات والأهواء ويشعر الإنسان بقيمة إدارة الذات في ترك ما يضر من تلقاء نفسه.
9) ) الأمن -بإذن الله- متوفر وتلحظ تواجد لأفراد الأمن من رجال ونساء، ومن الشرطة ومن شركات الأمن.
10) ) الوعي بأهمية السياحة للاقتصاد، والحرص على أن تكون تجربة السائح ناجحة لكي يعود ويتحدث لغيره عن تجربته، والاهتمام بالسائح فرض عين، وليس حصرًا على المنتفعين؛ لأنها دخل قومي وصورة ذهنية للوطن.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button