حقيقة نحن مجتمع جدير بالمبادرات، التي تجمعنا و تحرك فينا النشاط الدفين و المشاعر، و مما دفعني للكتابة هنا أن شاركت في السباق الذي تنظمه و ترعاه وزارة الحج والعمرة عصر السبت الموافق 2023/12/30، التي حرصت عبر الشركة المنفذة للمبادرة، بالتعاقد مع شركة طبية خاصة، لتوفير عيادات داخل سيارات الإسعاف المنتشرة في مسار السباق، لتقديم الدعم الطبي للحالات الطارئة للمتسابقين، بمساهمة شركة كدانة و وزارة الرياضة و المجمع الصحي بمكة المكرمة، الذي لمست مشاركته بتواجد العديد من قياداته الصحية الفاعلة، للتعريف ببرامج التحول الصحي بالتجمع، و منها على سبيل المثال لا الحصر، التعريف بالمجمع و برامجه لرعاية الأمراض المزمنة، وبرنامج طبيب لكل أسرة وعيادات الأسنان والمدرب الصحي وعيادات التغذية، إضافة إلى تقديم خدمات الكشف المبكر للأمراض المزمنة وهشاشة العظام، من خلال تواجد عربة الفحص المبكر، لفحص المشاركين الراغبين بذلك قبل بدء السباق، و قد شد إعجابي توافد المشاركين بأعداد كبيرة من فئتي الذكور و الإناث شباباً وشيبة من المواطنين و الوافدين بلا استثناء أو تمييز بينهم، و في اعتقادي أن من الأهداف الغير معلنة لسباق المشاعر، تعريف المشاركين و الحضور بالخدمات التي تقدمها المملكة العربية السعودية على أرض المشاعر المقدسة، بل و زيادة الوعي الثقافي بأهمية الرياضة، لبناء أجيال تتلاقى و رؤية المملكة 2030، و من الجميل مشاركة الأطفال و ذوي الإحتياجات الخاصة والهمم العالية في هذا السباق، الذي لاقى استحسان الحضور و المشاركين، الذين قارب عددهم الألفي مشارك، قدم بعضهم من خارج مكة المكرمة، و قد يكون مضمون مشاركتي معنوي إذ للعمر قدره، لا سيما أنني كمقدم خدمات و تشرفي بخدمة الحجيج لعقود عديدة، و تعودنا للمشي بين مخيمات المشاعر في أيام معدودات، لمتابعة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، اشتقت للتجربة والمكان، وهي الأولى بالنسبة لي، و التي في مجملها أننا فعلاً عطشى لمثل هذه المبادرات، مع أنني أتلقى العديد من الدعوات للمشاركات المماثلة، التي أقابلها بالتكاسل لكونها خارج مكة المكرمة، والحديث هنا يأخذنا إلى حسن اختيار الوزارة للمكان و الزمان، ليوم عطلة و موسم الأمطار، الذي بفضله سبحانه اخضرت جبال مكة المكرمة عامة والمشاعر المقدسة خاصة، أما المكان فهو المشاعر المقدسة بين مزدلفة و عرفات، عبر الممشى المحدد للحجيج و الذي تنفق عليه بسخاء، قيادتنا السعودية حفظها الله بعنايته، لشمولية المرافق المتناثرة على جنباته من دورات مياه و برادات سقيا الماء و أماكن جيدة للجلوس، بل و نوعية الحجارة المرصفة للممشى، بألوانها الماتعة للنظر وخاصية التبريد الذاتي، للتخفيف من حرارة الصيف في مواسم الحج، وهنا تمنيت على كل الجهات الإقتداء بمبادرة وزارة الحج و العمرة، بإستثمار ممشى المشاعر المقدسة، بإقامة المزيد من المبادرات المماثلة، مع الأخذ في الإعتبار قداسة المكان، و بالعودة بالذاكرة لعدة سنوات مضت، فقد كان لأمانة العاصمة بادرة جميلة على ممشى المشاعر، بعرض أكبر سجادة مزينة بالزهور الطبيعية، و بتناسق إسلامي الطراز تشكر عليه الأمانة، مع حرصها في تلك المبادرة على إشراك الأسر المنتحة، بوجود العديد من محلات المأكولات الشعبية لمكة المكرمة والمناطق الأخرى بالمملكة، بالإضافة إلى دور النشر المكتبية و ألعاب الأطفال الجاذبة لتجمع الكثير من العائلات العطشى للبرامج الترفيهية، وفي الختام أكرر شكري لجميع القائمين على هذه المبادرة و في مقدمتهم الجهات الأمنية الحريصة على سلامة المشاركين و التزامهم بتعليمات السلامة
0