المقالات

الآباء قدوة الأبناء

قناديل مضيئة

يظهر لنا بين الحين والآخر من بعض الآباء والأمهات الذين أحسوا بتسارع الأيام والحنين إلى أيام الصبا تصرفات لا يليق أن يظهروا بها؛ وخاصةً على وسائل التواصل الاجتماعي بحجج واهية وأعذار غير منطقية؛ متناسين دورهم كقدوة لأبنائهم.. إن عملية تنشئة وتربية الأطفال منذ الولادة وحتى سن البلوغ، وربما بعد ذلك هي عملية مُعقدة ومتعددة الأبعاد تشمل الجوانب الجسدية والعقلية والعاطفية والاجتماعية، وتُعد هذه التربية من أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق الآباء والأمهات؛ حيث إنها تُساهم في تشكيل شخصية الطفل وإعداده للحياة ومن أهم عوامل تربية النشء الناجحة هو وجود قدوة حسنة للطفل؛ حيث إن الأطفال يتعلمون من خلال التقليد؛ فهم يقلدون أفعال وسلوكيات من يحيطون بهم؛ وخاصة من الوالدين والقدوة الحسنة ليست مُجرد مفهوم نظري بل هي عملية فعّالة يمكن أن تُحدث تغييرًا حقيقيًا في حياة النشء عندما يتم تجسيد القدوة الحسنة في سلوكياتنا كآباء وأمهات في تصرفاتنا؛ فلا بد أن يكون لذلك تأثير عميق وإيجابي على الطفل وعلى النقيض تمامًا متى ما كان الوالدان أو أحدهما يُمارس سلوكيات غير سليمة وخاطئة؛ فسينعكس ذلك بلا شك على سلوك الطفل وبناء شخصيته وممارساته في حياته المستقبلية .. إن الزواج وتكوين أسرة حلم كل شاب وفتاة، ومتى ما رزق الله هذه الأسرة الناشئة طفلًا يجب أن يقفا مع نفسيهما وقفة تأمل ومراجعة؛ فقد أصبحا أمًّا وأبًّا يقع على عاتقهما تربية هذا المولد وإعداد جيل صالح متمسك بقيمه ودينه وولائه لدينه ووطنه، وهذا يحتاج إلى عمل دؤوب ومستمر، وتسخير كل ما يمكن تسخيره للوصول للهدف المنشود والإيمان المُطلق أن تربية هذا الطفل تربية صحيحة سليمة أسمى ما يمكن أن يصل له الإنسان في حياته كلها؛ فنجاح الأب والأم أو أحدهما في إعداد فرد ناجح متعلم مستقيم هو نجاح لا يضاهيه نجاح..

ومضة كاتب 
سَأكُونُ فخورًا يا ولدي
إن قلتَ يومًا يا أبـــتي
قد كنتَ خير مثالٍ لـي
عانيتَ لتُحسِنَ تربيتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى