القيم الفاضلة أيقونة المحافظة على توازن المجتمعات، والبوصلة المتقنة لرقي معارج الحضارة الإنسانية، لما لها من أثر كبير في تعزيز الاستقرار والسلام والتسامح والتكافل واحترام كرامة الإنسان والنهوض به، فمنظومة القيم تُحافظ على تماسك المجتمع، فتُحدد له أهدافه الكلية ومثله العُليا ومبادئه الثابتة؛ ولذلك تكمن الخطورة في تهديد هذه المنظومة القِيَمِيَّة، ومحاولة هدمها بما يُنافي كل التقاليد والأعراف والقيم الدينية والمجتمعية والإنسانية ومبادئ العقل والمنطق والفطرة، ومن ذلك الترويج المُكثف والدعاية المستمرة والمؤتمرات العديدة للعلاقات الجنسية الشاذة التي سماها الغرب بالمثلية الجنسية، واستخدم مختلف المنصات للترويج لذلك وتسويق من قبل منظمات عالمية تحت مظلة الحريات والانفتاح والتعاطف ودعوى قبول الآخر، وكفالة الحقوق.
وتزداد خطورة هذه الحملات الممنهجة باستهداف فئة الأطفال عبر الدعايات والأفلام والإعلام والتواصل الاجتماعي والمحتويات التي تُروج للعلاقات الشذوذية الجنسية المُسماة (بالمثلية)، وتُحبِّذها، في انتهاك صارخ لحقهم في الحماية والتربية السوية وسلامتهم الصحية والنفسية، ولا تقتصر هذه المواد على الترويج لحقوق المثليين فقط، بل وتحتفي بهذه العلاقات الشاذة، ودعت إلى تطبيقها على كافة المستويات، ومحاربة الرافضين لها وتطبيق أقسى العقوبات على الأفراد والمؤسسات في المجتمعات الغربية.
فيجب على الحكومات والمجتمعات الإسلامية التكاتف والعمل الموحد؛ لتتحقق أهداف الفضيلة السامية المنشودة خاصة المؤسسات التربوية والدعوية، دور البيت والأسرة والمدرسة والإعلام والنوادي وسائر مؤسسات الدولة، فهي مسئولية تشاركية، وإن تهاونت وضعفت في أدائها يكون بمثابة الثلمة في جدار الصمود، والثغرة في دفاعات الأمة وسياجها الحامي؛ فعلينا المحافظة على قيمنا؛ فهي بمثابة حصننا الحصين، الذي يحمي المجتمعات الإسلامية من الوقوع في مستنقعات الرذيلة.
فالحضارات تُشيَّد بصروح الفضيلة…
1
الشذوذ هو إنحراف في الفطرة الإنسانية التي خلقها الله للبشر لبقاء الجنس ، وهي مسلك يعافه الحيوان قبل الإنسان ، نسأل الله السلامة من هذا السلوك الدنيء ، المحرم في جميع الديانات السماوية ، جزى الله خيرا سعادة أخي الفاضل بروفيسور عايض الزهراني ، وهذا الطرح النبيل ، لسعادته خالص الشكر والتقدير والاحترام .