لم يكن فوز صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.. ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.. بلقب “الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيراً عام 2023م” أمراً مفاجئاً، وذلك عبر الاستطلاع الذي نظمته قناة “روسيا اليوم العربية”، لسبب مهم مفاده أن سموه يحصل على هذا اللقب للمرة الثالثة على التوالي، لا سيما وأنه قد حصل على نسبة ( 69.3%) من مجموع الأصوات المشاركة في الاستطلاع في الفترة ما بين 15 ديسمبر 2023م وحتى 7 يناير 2024م.
والحقيقة أن نتيجة هذا الاستطلاع قد عكست – بدون مبالغة- دور وتأثير سمو ولي العهد محلياً وإقليمياً ودولياً، ليس فقط خلال العام المنقضي (2023م)، ولكن منذ أن أعطى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله- ثقته الكاملة في سمو ولي العهد بشبابه الوثّاب ورؤاه الفذة وإنجازاته التي تتحدث عن نفسها.
وتذكرني مسيرة سمو ولي العهد الناجحة إلى درجة الإعجاز خلال السنوات القليلة الماضية بعبارة شهيرة للرئيس الأمريكي الأسبق “جون آدمز ” يقول فيها: “إذا ألهمتْ تصرفاتك الآخرين بأن يحلموا أكثر، ويتعلموا أكثر، ويعملوا أكثر.. فأنت قائد”.
إذاً.. التأثير هو كلمة السر في نجاح القائد، وهذا ما أكده الكاتب الأمريكي الشهير “جون سي ماكسويل” بقوله: “القيادة هي التأثير”، غير أن سمو ولي العهد لم يُحدث تأثيراً وكفي، ولكنه أحدث تأثيراً عميقاً غيًر به وجه الحياة بالمملكة على كافة الأصعدة، وهو ما يتفق مع مقولة “بيتر دراكر” (أبو الإدارة الحديثة): “القيادة لا تذهب إلا لمن طرق أبواباً لم يطرقها غيره”.
أوليس سمو ولي العهد هو القائل: “طموحنا أن نبني وطناً أكثر ازدهاراً، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم”، وهو – حفظه الله- هو القائل أيضاً: “ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها – بعون الله-“.. وهو ما ترجمه سمو ولي العهد باحترافية بالغة من خلال “رؤية المملكة 2030”.
وإذا تتبعنا الإنجازات العملاقة التي تحققت على يد سمو ولي العهد في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين – حفظهما الله- على أرض الواقع خلال السنوات القليلة المنقضية لأصابتنا الدهشة – كماً وكيفاً- من عظمة هذه الإنجازات، والتي يمكن رصدها – كعناوين فقط- نظراً لأنها تحتاج إلى كتب لللإحاطة بها، وليس مجرد مقال، ومنها ما يلي:
– إحداث نقلة تاريخية في القضاء السعودي: حيث تم استحداث المحاكم وتفعيل المحاكم التنفيذية، وتجديد كل ما يخص المرافعات الشرعية لتحقيق العدالة الناجزة وتعزيز الاحكام القضائية، مع تمكين المرأة السعودية من حقوقها الشرعية والقضائية.
– تأسيس المشاريع العملاقة: وفي مقدمتها: مشروع البحر الاحمر، ومدينة نيوم، وذا لاين، وكورال بلوم، وغيرها من المشاريع التي وضعت المملكة على اعتاب التنافس العالمي من الناحية الاقتصادية والسياحية والتفرد التكنولوجي.
– تعزيز مكانة المملكة عالمياً واقليمياً: حيث حقق سموه العديد من الانجازات الدبلوماسية على المستوىين الإقليمي والدولي، والتي أثمرت عن توثيق العلاقات الدولية مع أكبر الدول، إضافةً الى عقد العديد من الشراكات الثنائية العالمية التي رفعت نسبة الاستثمار في القطاعات الصناعية والحيوية.
– زيادة نسبة الإنفاق على القطاع الصحي والطبي، مع الاهتمام بوضع الاستراتيجيات الواضحة للحد من انتشار الامراض المزمنة والمعدية بهدف رفع معدل متوسط عمر الافراد ليصل الى 80 عاماً، وذلك عبر تحسين نمط الحياة والتغذية الصحية المتوازنة مع توفير نظام علاجي وادوية بكفاءة عالمية.
– رفع جودة وتحسين مستوى الحياة للمواطن السعودي والمقيم، وظهر ذلك عبر ارتفاع اعداد المواقع الاثرية والسياحية الى 10 مواقع معتمدة ومسجلة عالمياً، وكذلك رفع أداء الحركة الثقافية، والوعي بالمجال المسرحي والسينما وصناعة الافلام، فضلاً عن الاهتمام بالرياضة بصورة غير مسبوقة.
– بناء منظومة تشريعية قوية: وذلك بعد انفصال وزارة التجارة عن الاستثمار، وهو ما تجسد في تسهيل الاجراءات التجارية بشكل إلكتروني لدعم فتح وتطوير الشركات والسجلات التجارية، مع اقرار أنظمة الملكية الفكرية والرهن التجاري واقرار الدليل الخاص بحقوق المستهلكين ونظام المنافسة بين الشركات، وعقوبات التستر والتشهير وتيسير أعمال التراخيص، وغيرها.
– تمكين المرأة السعودية: وذلك عبر العديد من القرارات المهمة مثل: حقها في التقاضي، وحرية السفر، وقيادة السيارات، والمشاركة في سوق العمل بنسبة وصلت الى (30%).
– توفير فرص العمل للشباب: وذلك عبر توفير العديد من منافذ البيع لاكثر من 12 نشاطاً اقتصادياً في القطاع المعني بالتجزئة والاتصالات، وكذلك العديد من البرامج والمبادرات مثل: هدف، ونطاقات، وغيرهما.
– تطوير التعليم: وذلك بإنشاء الجامعات الجديدة، وتطوير المباني التعليمية سواء في المدارس أو الإدارات والهيئات التعليمية، بالاضافة الى تأهيل الكوادر التعلمية ذات الكفاءة، وكذلك التطوير الذي نشأ من خلال “المركز الوطني للتقويم”، وأيضاً هيئة تقويم التعليم والتدريب.
– تقنين القطاع الغير ربحي: حيث أدى تقنين أوضاع هذا القطاع (يسمى أيضاً بالقطاع الثالث) والمؤسسات التطوعية الى تطوير المؤسسات الاهلية التي بدورها اخذت مكانتها في دعم الجهود الوطنية لتعزيز التعليم والتشغيل والثقافة والصحة والبيئة، وغيرها من القطاعات.
– توطين البرامج التقنية والتحول الرقمي: حيث ساهم برنامج التحول الرقمي الذي أقره سمو ولي العهد في العديد من المكاسب العالمية التي رفعت مكانة المملكة لتصل الى المرتبة 38 عالمياً في مجال الحوكمة الالكترونية، وهو ما ظهر واضحاً في جميع القطاعات الحكومية التي تحولت لتصبح خدماتها الكترونية بالكامل لتصل بذلك الى المرتبة الثالثة في “مجموعة الـعشرين”.
– تطوير الخدمات اللوجستية والصناعة الوطنية: والتي أدت بدورها إلى تحقيق اعلى نسبة استغلال للموارد الطبيعية بالبلاد.
وما سبق مجرد “غيض من فيض”، فقائمة إنجازات سمو ولي العهد تطول بحيث يصعب حضرها.
وأخيراً – وبحكم التخصص- لا ننسى إنجازات سموه في مجال خدمة ضيوف الرحمن، وهو ما تحدث عنه سموه في الخطاب الملكي الذي ألقاه – نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يوم 27 ديسمبر المنقضي في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، حيث قال: “لقد شرف الله هذه البلاد بخدمة الحرمين الشريفين، فسخرت كل جهودها لخدمتها، وحرصت منذ تأسيسها على الاضطلاع بواجباتها بكل ما يخدم الإسلام والمسلمين، وتوفير كل ما من شأنه التيسير على ضيوف الرحمن”.
وأضاف سمو ولي العهد: ” وحرصاً على تيسير أداء مناسك الحج والعمرة لأكبر عدد ممكن من الحجاج والمعتمرين في الموسم الماضي، أعلن عن عودة الإعداد إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا، وقد أدى أكثر من مليون وثمانمائة ألف حاج مناسك الحج العام الماضي 1444هـ، إضافة إلى إعلان تجاوز الجائحة بعد أن عملت الدولة بأعلى مستويات المسؤولية والجدية والابتكار في مواجهتها، مع حرصنا على ضمان استمرارية الأعمال وتوافر كامل السلع والخدمات دون انقطاع، لتصبح المملكة نموذجاً عالمياً في التعامل مع الجوائح الصحية”.
وتابع سموه: ” وتم بفضل الله تحقيق أعلى رقم في أعداد المعتمرين، حيث تجاوز عشرة ملايين معتمر خلال السنة المنصرمة، أسهم في ذلك تيسير الإجراءات، وأنظمة التأشيرات المتطورة، ورقمنتها في منصة موحدة بعدة لغات، وهذا من نتائج العمل المؤسسي المنبثق من برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد برامج رؤية المملكة 2030″.
وفي النهاية تبقى كلمة مفادها أن بلادنا العزيزة في ظل جهود سمو ولي العهد – بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين- تنطلق إلى المجد والتطور والرقيّ بخطوات واسعة ووثّابة تؤكد أن القادم أفضل – بحول الله وقوته-، لا سيما ونحن مع هذاالقائد الشاب الفذ الذي يعبر عنه المثل الصيني الذي يقول: ” قلب القائد كالبحر لا يمكن اكتشاف شواطئه البعيدة”.. حفظ الله بلاد الحرمين وقيادتها الرشيدة، إنه نعم المولى ونعم النصير.
– رئيس مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية