يُعتبر الحج والعمرة من الركائز الأساسية للهوية الإسلامية، ولهما مكانة روحية وثقافية عظيمة في قلوب المسلمين حول العالم.
فالحج بصفته أحد الأركان الخمسة للإسلام والعمرة، كعبادة مُستحبة يستقطبان ملايين الزائرين سنويًا إلى المملكة العربية السعودية، وفي ظل هذا التدفق الهائل تسعى المملكة دومًا للمزج بين التقاليد العريقة والابتكار في تقديم خدمات ترتقي بتجربة الحجاج والمعتمرين.
وتعتمد المملكة العربية السعودية على استراتيجيات مبتكرة؛ لتحسين خدمات الحج والعمرة مستفيدة من أحدث التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، ومن هذه الابتكارات:
1. التطبيقات الذكية: لتسهيل مهمة الحج والعمرة، تم إطلاق تطبيقات ذكية تقوم بتوجيه الحجاج والمعتمرين، وتزويدهم بالمعلومات اللازمة لأداء المناسك بكل يسر وسهولة.
2. أنظمة النقل المتطورة: يشهد قطاع النقل تحسينات كبيرة من خلال قطارات الحرمين السريعة التي تربط مكة والمدينة، ومشروعات توسعة الطرق واستخدام الحافلات الذكية.
3. إدارة الحشود: استخدام التحليلات المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة تدفق الحجاج، مما يُسهم في منع التكدس ويضمن سلامة جميع الزائرين.
4. الخدمات الصحية والتعقيم: باستخدام روبوتات التعقيم وأنظمة الرصد الصحي، تُحافظ المملكة على بيئة نظيفة وآمنة للحجاج.
التحديات والفرص:
على الرغم من النجاحات التي حققتها المملكة في مجال الابتكار، فإن هناك تحديات يجب التغلب عليها من بينها توفير الخدمات لأعداد متزايدة من الحجاج وضمان جودة الخدمة المستدامة، وتعتبر هذه التحديات فرصًا لابتكار حلول جديدة تُعزز من قدرات الاستجابة للمملكة ومواكبة ريادة الابتكار في صناعة خدمات الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية كأحد أهم مستهدفات رؤية المملكة 2030.
حيث تشهد المملكة العربية السعودية نقلة نوعية في صناعة الحج والعمرة من خلال تبني مقاربات مبتكرة تعكس استثمارها في التكنولوجيا والرعاية الشاملة لضيوف الرحمن؛ حيث يُعد الحج والعمرة ليسا مجرد شعيرتين دينيتين، بل هما محورا تنمية وتطور يستوجب ابتكارًا مستمرًا وتحسينًا متواصلًا للخدمات المقدمة.
الابتكار في خدمات الحج والعمرة:
• تحسين تجربة الحجاج: توفير تطبيقات ذكية متطورة تُساعد الحجاج على أداء مناسكهم بكفاءة.
• تطوير البنية التحتية: تشييد القطارات السريعة وتحديث وسائل المواصلات، مما يسهل على الحجاج تنقلاتهم بالمشاعـر المقدسة وبين المدن.
• الخدمات اللوجستية: اعتماد نظم متقدمة لإدارة الحشود والتدفقات البشرية لضمان حج آمن.
• الرعاية الصحية المتكاملة: الاستفادة من أحدث التقنيات في الكشف عن الحالات الصحية والتعامل مع الطوارئ.
ومن هذا المنطلق تحمل المملكة العربية السعودية على عاتقها مسؤولية ضخمة تتمثل في استضافة وخدمة أعداد كبيرة من الحجاج والمعتمرين سنويًا، وتبذل جهودًا حثيثة لتحويل التحديات التي تواجهها إلى فرص للابتكار والتحسين المستمر، وينبئ هذا التوجه نحو الابتكار بمستقبل مشرق لصناعة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية، ويظهر التزام المملكة بتوفير تجربة حج وعمرة استثنائية مضربًا للمثل في كيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة والابتكار لخدمة مجال أساسي من مجالات الحياة الروحية والدينية.
في ظل هذا المسعى، تؤكد المملكة العربية السعودية على دورها كمركز عالمي للابتكار في خدمة الإسلام والمسلمين، وتستمر في تعزيز موقعها كقائدة في مجال صناعة الحج والعمرة على مستوى العالم من خلال تبنيها لعقد مؤتمر ومعرض سنوي لخدمات الحج والعمرة برعاية كريمة من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظهما الله- بحفظه وجعلهم ذخرًا للإسلام والمسلمين.
ويُعد المؤتمر والمعرض السنوي الثالث لخدمات الحج والعمرة والذي بدأ أعماله اليوم ويستمر لمدة أربعة أيام فرصة فريدة للشركات والمستثمرين والمهتمين بالقطاع لاستعراض أحدث الابتكارات والخدمات؛ بالإضافة إلى فتح قنوات للحوار والتعاون بين مختلف الجهات الفاعلة في قطاع الحج والعمرة، ويحتوي المؤتمر والمعرض على عدد من الجلسات الحوارية وورش العمل المختلفة كحدث يجتمع فيه صانعو القرار ومقدمو الخدمات الخاصة بقطاع الحج والعمرة؛ حيث تتلاقح الأفكار من خلال جملة من الفعاليات والمشاركات؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر يحوي على:
1. مشاركة دولية: التجمع الأكبر لخبراء من مختلف أنحاء العالم، مما يسهم في تبادل المعرفة والتجارب الدولية؛ وبحضور ممثلي مكاتب شؤون الحجاج والأقليات المسلمة بالدول الإسلامية والصديقة إضافة إلى مندوبي الشركات السياحية من مختلف دول العالم.
2. ورش عمل تعليمية: تقدم هذه الورش بيئة تعلم مثالية للمهتمين والمختصين في مجال الحج والعمرة متيحة الفرصة للتعمق في مختلف التحديات والتقنيات الجديدة.
3. عرض المنتجات والخدمات الجديدة: يوفر المعرض فرصة للشركات لعرض منتجاتها وخدماتها الجديدة التي تم تطويرها بغية تسهيل الحج والعمرة.
4. التواصل والشراكات: يتيح المؤتمر فرصة التواصل بين الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة لتنسيق الجهود، وتشكيل شراكات استراتيجية تخدم قطاع الحج والعمرة.
5. جلسات تفاعلية: مناقشة الآراء والأفكار والتحديات من خلال جلسات حوارية تُتيح للمشاركين التفاعل المباشر والمشاركة في صناعة القرار.
6. الابتكارات التقنية: إبراز التقنيات الجديدة كأنظمة الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الرقمية التي تهدف لتحسين الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين.
7. مسابقات وجوائز: تنظيم مسابقات لتشجيع المبدعين والمبتكرين على تقديم حلول جديدة في مجال خدمات الحج والعمرة مع تقديم جوائز لتكريم أصحاب الأفكار الأكثر تميزًا.
8. الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية: التركيز على ممارسات الاستدامة في قطاع الحج والعمرة، وتعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات المشاركة.
لذلك يُعد المؤتمر والمعرض السنوي لخدمات الحج والعمرة منصة تفاعلية عالمية ترسم ملامح مستقبل هذه الصناعة الحيوية في المملكة العربية السعودية بما يبرز اهتمام القيادة الرشيدة -حفظها الله- بقطاع الحج والعمرة والمكانة الرائدة التي تشغلها المملكة في طليعة الجهود العالمية؛ لتطوير وابتكار خدمات الحج والعمرة بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 وتطلعاتها نحو التحديث والتطوير في كافة المجالات.
وهذه المساعي والجهود الحثيثة تبرز المملكة العربية السعودية كنموذج يُحتذى به في الابتكار والتطوير متبنية مقاربات تنموية تضمن تجربة دينية وروحانية لا تنسى للحجاج والمعتمرين، وتضمن كذلك أعلى مقاييس الأمان والرفاهية؛ ليتحول مفهوم الحج والعمرة فى أذهان قاصديهما “من الفكرة إلى الذكرى”.
– جامعة المؤسس