الأطفال كنوز حية ومليئة بالحيوية والبراءة، يمتلكون خيالًا لا حدود له، وقدرة على الاستكشاف والتعلم بشكل لا يصدق، يتميزون بابتساماتهم الساحرة وعيونهم المشرقة التي تنبض بالفضول، يمتلكون قدرة فريدة على تجربة العالم بطريقة جديدة ومبتكرة، ويملكون كذلك قلوبًا طاهرة، وطاقة إيجابية تنعكس في تفاعلاتهم اليومية، الأطفال هم زهوّ الحياة التي تضفي سعادة وأملاً في هذا العالم.
يستطيعون خداعنا ببراءتهم من خلال طريقة تفكيرهم البسيط، وعدم التكلف في تصرفاتهم، قد يقدمون أجوبة مبتكرة وغير متوقعة لأسئلة بسيطة، وقد يتصرفون بطرق غير تقليدية ومضحكة في مواقف معينة.
براءتهم وعدم تأثرهم بالتوقعات المجتمعية يمكن أن تخلق لحظات طريفة ومدهشة، فهم يرون العالم بعيون نقية ويجلبون لنا فرحة حقيقية بردودهم العفوية.
أتحدث عنهم “كحقيقة مجردة” وليس لسبب وجودهم المعروف، ويراها الكثير، أو لأي سبب قد ترونه منطقي.
الأطفال في الحياة هم كل ما يثير شغفي ويشغل أعماقي، فتحدثني نفسي لو أن الأطفال يبقون أطفالا أبداً بذات التكوين وليس بحاجة للماء والهواء والنفس ولا لأن ينمو حتى، وجد فقط للتأمل وإغاثة الروح وإعادة ترتيبنا من الداخل.
الأطفال بارعون في خلق المعجزات دون أي اجتهاد فعلي، طفل واحد رضيع قد يجعلك تسقط باكياً عندما لا تستطيع فهمه، وعندما تختنق حنجرته بطعام أو حليب، وطفل آخر يجعلك ترقص فرحاً لو نطق اسمك بصعوبة وحاول النظر إليك بعينين ضاحكة.
قدرات استثنائية وعالم كبير في جسد صغير وضعيف جدًا!.
“حور” ذات الثلاث سنوات طفلة هي الأقرب إلى روحي، بعد زيارتها لي وعند مغادرتها المستشفى تحدث أمها وتقول “عيوني فيها بكاء” “يارب خالة ترجع زي أول” يالله!!! منذ ذلك التاريخ 2019 وأنا لازلت عالقة هناك، صوتها وألمها ورجائها لم يغادرني أبدًا.
يمكنهم الاستيلاء على حواسنا وأرواحنا وكل ما نملك ببساطة!
ومن ثم نرد ساخرين على بعضنا”بلاش حركات أطفال بلا حركات بزران” والسؤال هل نملك نحن ما يملكون؟ بالأحرى هم من يحق لهم بالسخرية منا وليس العكس.
ليتنا جميعاً بقينا أطفالاً، بقلوب بيضاء نرى الحياة بمنظار وردي جميل، بلا تعب ولا كذب ولا مكائد، ولا يهمنا حينها سوى كيف نلعب ونلهو ونعيش تلك التفاصيل كأعظم تصورات الحياة.
نحن رهن لمشاعر الأطفال وتواجدهم
إن الاشخاص الذين بإمكانهم تحقيق كل شيء بسهولة واندفاع يدعوا للجنون هم الأطفال الذين لم يكبروا بعد.
ما أن يكبر المرء وينضج حتى يتحول الى ديك جبان لا يمكنه التفكير سوى في أموره الطارئة
ولا الخروج من المنزل إلا لأسبابه المنطقية
بدافع يقين لا تجعلوا يوماً واحداً يذهب دون محادثتهم وتأملهم واحتضانهم، كواجب يومي، العائد الأكبر فيه لجميعكم سيكبر معه شغفكم وأملكم، تبدد أحزانكم وتجدد أفراحكم، خذوا منهم طاقة الحياة، تشبعوا بحبهم.
خذوا أطفالكم بعين الحب اللامتناهي والثقة والدعم.
سيتشكلون مستقبلاً بما يحاطون ويكبرون عليه فانظروا جيداً وتمكنوا استقيموا لأجلهم ولأجلكم.
خذوا عقدكم وموروثاتكم بعيداً عنهم، ودعوا الأطفال يعيشون بألق فطرتهم السليمة.
رووووعه ..ليتنا بقلوب الاطفال