التوسع السنوي المستمر في عدد الشركات المرخصة لخدمة حجاج الخارج قرار استراتيجي جيد لإثراء قاعدة مقدمي هذه الخدمة بالمؤهلين والأكفاء، ومحقق لحزمة من الأهداف المتلازمة أهمها: التجويد العام للأداء، وتغطية أي زيادة مستقبلية في أعداد حجاج الخارج من خلال عدد مماثل للشركات القادرة على خدمتهم، وتعزيز لمستوى الكفاءة التشغيلية المطلوبة دون أي عوائق محتملة لو تعرضت أي شركة لأي طارئ تشغيلي، وتعميق للتنافسية العالية بين المرخصين مع رفع سقف الاستقطاب بزيادة جديدة تصل إلى مائة ألف هذا العام.
ونظام الB2C للتعاقد مع الحجاج (الفرادى) مطبق منذ عامين إلا أنه يُمثل مجموعة من العمليات التشغيلية المطورة، ومؤهلًا مستقبليًا للشركات للتعاقد مع البعثات عندما تكتسب مستوى جيد من الخبرة والنجاحات المتلاحقة؛ فهو يُعد في حقيقته تحديًا للقدرات التسويقية الجاذبة لكل شركة للوصول إلى خدمة الأرقام العددية المستهدفة بشكلٍ متكامل لا مجال فيه للقصور غير المبرر؛ على اعتبار أن الكمال مسألة نسبية؛ حيث يتمحور كنظام حول التعاقد مع حجاج الفرادى أو الأفراد أو المجموعات من كثير من دول العالم بمختلف جنسياتهم، ولغاتهم وفق مسار تكاملي يبدأ من الاستقبال عبر محطة القدوم، والنقل، والإقامة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة؛ حتى يعود إلى بلده آمنًا مطمئنًا سعيدًا لما وجده عمليًا من إحاطة شاملة بالخدمات المتفق عليها من خلال الباقات المختارة بدقة ووصف مطابق للتنفيذ، فالحاج الذي يرغب في أداء الفريضة أصبح مُتاحًا له الاختيار والتعاقد مع إحدى تلك الشركات المرخصة عبر منصة “نسك”، وتحديد مدة إقامته في المدينتين المقدستين بدقة ومواعيد وصوله ومغادرته بتكلفة أقل بأكثر من ٢٠%؛ مما كان يدفعه في الأعوام الماضية للشركات السياحية في الخارج التي كان الكثير منها لا يفي بما يتم التعاقد عليه، ويحدث خلاف متسع بينها وبين الحجاج.
ونظام ال B2C يُعد نظامًا تشغيليًا ناجحًا؛ لأنه يقوم على الموثقية والإجادة والتحسين المستمر، ويستهدف أكبر شريحة ممكنة عبر مجموعة من الخدمات النوعية المقدمة وفقًا للباقة التي يختارها الحاج عند التسجيل، وهو يختلف كليًا عن نظام (عمرة B2C) الذي طُبق عام 1441 ثم ألغي وأعيد تحسينه لاحقَا لكنه لم ينجح بعد أن كان كثير من المعتمرين يدخلون حزمة من المعلومات غير الصحيحة عبر المخاعات الإلكترونية ويحصلون على التأشيرة في بضع دقائق ثم يأتي منهم من يأتي ولا يعود، وشركات العمرة لا تعلم عن وصولهم شيئًا إلا بعد الوصول، وقد تعرَّض الكثير منها بسبب خطأ ذلك التطبيقي لمشاكل وقرارات وغرامات كبيرة جدًّا وبعضها أوقف عن الخدمة نهائيًا.
وشركات الحج الجديدة هذا العام بدأ بعضها سريعًا بالتعاقد مع حجاج من بلجبكيا وأمريكا وحجاج VIB من إندونيسيا؛ نتيجة لكونها تملك الكفاءة والجاهزية، والخبرات الممارسة لتقديم الخدمة بنجاح، وهذا هو المأمول من البقية، خصوصًا وأن هناك شركات تقودها قامات أكاديمية متخصصة هذا العام كالبروف أيمن فاضل أستاذ الإدارة والاقتصاد.