نحن هنا لا نتحدث عمن تَعلو بهم المراتب وتزهو بهم الرتب ليس عن القادة الذين يحملون هم القيادة في ممارسة مهام صلاحياتهم وفق خطط مدروسة وأعمال ملموسة، تُساهم بفاعلية واقتدار في الارتقاء بالمكان والرقي بالإنسان، ومواكبة مسارات الرؤية المباركة 20/30 في كافة نواحيها، لكننا هنا نتحدث عن أولئك الذين يحيطون ببعض المسؤولين على المرافق العامة أو الخاصة ممن لا هم لهم ولا شغل عندهم إلا الحفاظ على كراسيهم العلية وميزهم المالية التي أثقلت كاهل الجهاز وأرهقت حقوق العباد، بالليل مُلتهون بالملذات وعدّ المكتسبات ودروس العتاة أمثالهم، وفي النهار ينشغلون بالقيل والقال ومفاتن الحال وتلييس الأعمال والبحث عن الأشغال التي لا تنجز حقًا ولا تثمر خيرًا، أولئك النرجسيون الذين يعشقون دغدغة المشاعر ويجدون ويجتهدون في تطوير العلاقات وتوسعة دوائر الصلات (المعارف) في كافة القطاعات؛ ليتم لهم عرض الخدمات والوعود بالهبات وتذليل الصعوبات تحت شعار الباطل المقيت (ذمة لا تخدم الصاحب ليست بذمة)، يجمعهم حب المنفعة ويفرقهم مخافة الإصلاح ومحاربة الفساد، ويرعبهم خط المراجعة وأجهزة الرقابة ومكافحة الفساد (يحسبون كل صيحة عليهم)، والحقيقة أن هؤلاء البخلاء في وطنيتهم لا نحتاج إلى جهدٍ في التعرف عليهم فليس علينا إلا النظر في أماكن تواجدهم، والتأمل في مدى معاناة قطاعاتهم من كثرة المشاكل وتنازع الصلاحيات وانعدام الاختصاصات وقلة المنجزات، وسوء الخدمات المقدمة للمستفيدين، وباختصار فالمركب الذي يركبونه سيسير في مهب الريح أينما اتجهت اتجهوا ليكونوا ومن معهم داخل مركب مثقوب وقَدَرٍ مكتوب، فأنّا لقطاعاتهم الحياة .. وهيهات هيهات لهم النجاة، فرؤية سمو ولي العهد (يحفظه الله) لا تحتمل بقاء مثل هؤلاء، وكم تمنيت من كافة الأجهزة الرقابية العامة والخاصة التطبيق الفعّال لمعايير مقاييس النجاح، فكل جهاز تمضي عليه الشهور قبل السنين، وهو يعاني من وحل رداءة الخدمات والتعايش مع الإشكالات دون إيجاد حلول جذرية لها لا يحتاج القائمون عليه لأي دليل آخر للحكم بعدم كفاءتهم وتقديم الرؤية بالحاجة الماسة للتغيير العاجل في أجهزتهم، فالمبادرة بالتغيير واتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية مسبقًا أمر في نظري واجب حدوثه؛ لضمان حفظ الأجهزة مكانتها وللخدمات ديموميتها.
0