المقالات

الطلاق في خطبة بن حميد

تحت مسمى التحذير من ظاهرة الطلاق والخلع أقيمت خطبة الجمعة في مسجد الأميرة فهدة السديري حيث تناول فيها فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبدالله بن حميد مخاطر الطلاق والخلع ونورد هنا بعضا من خطبته:”عباد الله لقد شرع الله الطلاق والخلع رحمة بعباده وجعلهما مآلا وفاصلا لما يكون من اختلاف بين الزوجين وعند عدم وصولهمها إلى اتفاق وحين يفقد المقصد الشرعي من الحياة الزوجية والعشرة الحميدة. والطلاق والخلع مذمومان مع استقامة حال الزوجين، وعدم وجود خلاف وتنافر بين الزوجين إن أبغض الحلال إلى الله الطلاق وقال صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت الطلاق من غير ما بأس لم ترح رائحة الجنة. وبالطلاق والخلع يتشتت الأولاد ويفقدان أنس الأم وحنانها، وإن مما انتشر بين الناس في هذه الآونة الأخيرة كثرة الطلاق والخلع بلا سبب صحيح، وإنما بدعوى الملل من المسؤولية الزوجية وتربية الأولاد، أو بدعوى الاستقلال والحرية الشخصية أو الانشغال بالوظيفة وهذا أمر لا يحبه الله ولا يحبه النبي صلى الله عليه وسلم”. وحقيقة أجاد الخطيب في توصيف هذه الظاهرة الخطيرة وقد أسماها ظاهرة فهي بالفعل تجاوزت أبعاد المشكلة وأصبحت ظاهرة مؤلمة تكاد أغلب البيوت تأذت من تبعاتها.

وموضوع الطلاق والخلع للأسف الشديد لم يعد بالمستغرب في الوقت الحالي فقد تجاوزت نسبة الطلاق أعداداً كبيرة تكاد ترسم صورة مخيفة للمتزوجين الجدد وأخشى أن لا تكون الصورة الذهنية الحديثة في حال الزواج هو بقاء الزوج والزوجة تحت سقف واحد لسنوات محددة قد لا تتجاوز أصابع اليدين، أو حتّى اليد الواحده فبعد أن تُنجب الزوجة طفل أو طفلين تبدأ المشاكل تظهر بين الزوجين وعلى أتفه الأسباب وتكبر هذه المشكلة التافهة وينسى الزوجين العشرة الطيبة بينهما وتغيب المودة والرحمة ويحصل الانفصال النهائي وتتشتت الأسرة. وكأني لا زلت أذكر تلك القصة المؤلمة في مجلس أحد الفضلاء حيث كان الزوج يقص مشكلته التي عانى منها بطلب زوجته للخلع بعد أن تم توظيفها في منطقة بعيدة عن مقر السكن ومع وقوف الزوج مع زوجته عبر أخذ الإجازات النظامية، والاستئذانات المتكررة التي كادت أن تضره في عمله، وبعد كل التضحيات وحين تم نقلها لمدينتها واستقرارها وبعد فترة ليست بالبعيدة طلبت الخلع وتركت أطفالها بحجة أنها تريد أن تلحق على حياتها وأي حياة تعيسة تنتظرها..!؟

إن الزواج هو رباط مقدس يقوم على شراكة راسخة من زوجين في مقتبل العمر بعد رغبة مشتركة أساسها الحب والوفاء والصدق والإخلاص، مبنية على الإيجاب والقبول، تجمعهما الأحلام الوردية في كل صغيرة وكبيرة بدءاً من عش الزوجية وفي أدق تفاصيله من راحة ورفاهية واستمتاع، ومروراً برؤية أطفالهما وهم ينعمون بالصحة والعافية ويعيشون بينهما بأمان وسلام، ونهاية ببناء بيت الأحلام وفقاً للآمال والطموحات المنشودة، وبالتالي الاستقرار الدائم إلى آخر العمر وبعد إتمام كل تلك التطلعات وبدء رحلة السعادة المرجوة وفي خضم أحداث الحياة لا بدّ أن يعتري هذه العلاقة المقدسة بعض المنغصات الحياتية وهذا طبيعي حدوثه قال تعالى في محكم التنزيل: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) وهنا يجب أن تبدأ التنازلات والتضحيات من الطرفين في سبيل استمرار الحياة الأسرية مهما حدث، وأن لا يُنسى الفضل بينهما من معروف وإحسان وطيب. وعلى أي حال العمر رحلة سعيدة جميلة جديرة بالاهتمام والاحترام حفظ الله الجميع من كل سوء وشر ومكروه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى