المقالات

الذكاء الاجتماعي

يستخدم الناس الاتصال الإنساني للتفاعل فيما بينهم عبر تبادل الأفكار والمعلومات والمشاعر، والوصول إلى تفاهم مشترك بينهم. والذكاء الاجتماعي مهم جدًّا للاتصال؛ حيث يعتمد على الذكاء العاطفي للفرد وفهمه لمشاعر نفسه والتحكم بها، وتقدير ذلك في الآخرين، والقدرة على التعامل معهم بنجاح إيجابي بعلاقات تسودها المحبة بالذكاء الاجتماعي، وعندما يدرك الإنسان أهمية إدارته لمشاعره عبر الذكاء العاطفي ينجح عبر مهاراته المكتسبة من الذكاء الاجتماعي في تعامله مع الآخرين بما يمتلكه من قدرة على الحديث، وإتقان مهارات الإنصات للآخرين، ومهارة التواصل اللفظي وغير اللفظي، والقدرة على حل المشكلات، والتمكن من إدارة الحوار، ومعرفته للعادات والمعايير الاجتماعية وتعامله مع مختلف المواقف الاجتماعية، وتمتعه بمهارة الاستماع الجيّد، وتمكنه من الشعور بالآخرين، والقدرة على التعامل مع مختلف الشخصيات والأعمار، والقدرة على ترك الانطباع الجيد لدى الآخرين، وتجنب الجدال بتقبل وجهات نظر الأخرى؛ وذلك لارتباط الذكاء الاجتماعي بمختلف مواقف حياتنا اليومية.
وللذكاء الاجتماعي فوائد لمن يُجيده منها: الفوائد الصحية لحماية الجسم من الأمراض، وتمكين الإنسان من إدارة مشاعره وضبطها، وبُعده عن الانطواء، وتجنب الاكتئاب، والنجاح في الحياة بجوانبها الاجتماعية كالأسرة والعمل والمجتمع لتمتعه بصفات قيادية، وكسب الأصدقاء، ونجاحه في التفاوض، والتأثير على الناس واحتوائهم، وبسرعة البديهة وروح الدعابة.
ولذلك من المهم تطوير الإنسان للذكاء الاجتماعي لديه من خلال وعيه بحالته العاطفية؛ واحترام الآخرين بعدم التعامل معهم بأحكام مسبقة تعيق التفاهم معهم. وتقدير حالات الآخرين بتقمصها لتقبلهم والانفتاح عليهم، ومعرفة طبيعة العلاقات في التسلسل الهرمي للمؤسسات الاجتماعية وغيرها، وتمكنه من فهم وتحليل لغة الجسد غير اللفظية؛ كتعابير الوجه، والإيماءات، وردود الأفعال. ومما ييسر للإنسان إجادة الذكاء الاجتماعي تقوى الله (بحسن التعامل معه)، وحسن الخلق (بتجسيد أخلاق الإسلام) في تعاملاته مع الناس؛ حيث يتحلى الإنسان بالصدق والأمانة والعفة والطهارة والتواضع وسلامة الصدر والصبر على الآخرين، وحب الخير لهم بعيدًا عن الحسد والعنصرية، لما لذلك من دور في استخدام الذكاء الاجتماعي للمصلحة العامة وليس للأضرار بالآخرين وخداعهم باستغلالهم.

– عضو هيئة تدريس سابق بقسم الإعلام – جامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى