لقد احتلت حقوق إنسان مُنذ أكثر من خمس وسبعين عامًا حين احتلت القدس التي تُمثل حقوق الإنسان في دينه ومعتقده من شرائع متعددة، تكمن في أرض مقدسة ليست لليهود فحسب بل للمسلمين والمسيحيين أيضًا منذ زمن بعيد، وتاريخ جعل منها عاصمة دينية وليست عاصمة سياسية؛ حيث أقرت الأمم المتحدة منذ التقسيم بذلك، ولكن الحكومات المتطرفة التي حكمت إسرائيل خالفت القوانين الإنسانية والقانون الدولي، واضطهدت كل من له علاقة بالأرض المقدسة في صمت عالمي، جعل من تلك الحكومات تتجاوز جميع الحدود حتى أصبحت تُبيد الشعب الفلسطيني أمام مشهد عالمي لا يقبل للتبرير ولا يحتمل الصمت على إبادة شعب بكل جميع الوسائل التي لم تعد خافية على الجميع بكل أنحاء العالم من حكومة متطرفة أجرمت في أرض مقدسة، كانت تُشكل التعايش السلمي بين الشرائع السماوية من قرون طويلة مضت من الزمن.
فلقد حان أن تعالج القضية الجوهرية أولًا حتى تستطيع أن تحل قضية إنسان مضطهد في حقوقه الدينية، وألا يتجاهل الأصل الثابت إلى فروع غير ثابتة ومتغيرات تتلاعب في جوهر قضية عالمية وأساس للأمن والسلام حين يكتمل النظر للقضية في محكمة “العدل” الدولية التي تنظر لأول مرة بالتاريخ قضية إنسانية بالدرجة الأولى، رُفعت من جنوب أفريقيا تلك الدولة التي تُمثل التعايش السلمي في القرن الحادي والعشرين بعد معاناة من التطرف والعنصرية التي تعيشها دولة فلسطين منذ عقود طويلة مع مفاهيم متطرفة تُحارب مفاهيم إنسان بحاجة إلى الإنقاذ من فكر التطرف والإجرام.
فمن واجبات هيئة الأمم أن تُنفذ القانون الإنساني الذي أصبح رهينة التطرف الذي يُمارس في عالم اليوم من أجل إنقاذ مصلحة جميع الأمم المتحدة، ومحاسبة من يتلاعب بمصير الشعوب قبل أن يخسر الجميع.
0