المقالات

محمد بن سلمان الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيرًا

حصل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- على لقب “الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيرًا عام 2023″؛ حسب استطلاع للرأي أجرته “RT العربية”. وبهذه النتيجة يكون ولي العهد قد احتفظ بالصدارة للعام الثالث على التوالي.
هذا التتويج لشخصية بحجم سمو الأمير محمد بن سلمان ليس غريبًا إذ لا يكاد يمر يوم أو تصريح لسموه الكريم إلا تتناقله وسائل الإعلام العالمية وسلطت الأضواء عليه. إن قرارات سمو الأمير محمد بن سلمان تعكس، فيما تعكس، رؤيته الثاقبة وسياسته الخارجية وتفاعله مع الأحداث العالمية بتعقل وحكمة وتروٍ كل ذلك مكنه من نيل هذه المكانة العالمية وهذا الظهور اللافت.
على أن تصريحات سمو الأمير محمد بن سلمان السياسية والاقتصادية ليست وحدها ما يجذب العالم بأسره بل إن أثر سمو الأمير يمتد إلى حياته الشخصية، إلى ما يرتديه وما يفعله من تصرفات عفوية تكون ترندًا للشباب ليس فقط على المستوى الوطني بل على مستوى العالم العربي والعالم بأسره.
أن يحظى ولي عهدنا الشاب المفكر القائد بهذا الزخم الإعلامي لهو أمر يكشف عن حاجة العالم إلى قادة حقيقين ولهم نظرة ثاقبة وكلمة حازمة ووقفة قوية. لا تظهر مواقفه_ يحفظه الله_ في لقاءاته مع الإعلام الوطني فحسب بل والعالمي أيضًا. لقد صنع الأمير محمد بن سلمان فارقًا هائلًا في معنى أن تكون قائدًا، وأبهر آسيا والعالم.
ولست مبالغة في القول إذا قلت، والحال كما وصفت، إن سمو الأمير أنقذ العالم من الشعور باليأس والإحباط الذي علق بذهنيات الناس نتيجة عقود من النظرة العالمية غير المنصفة أو غير المتوازنة للعالم العربي. وإذن، يستحق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أن يكون القائد الأكثر تأثيرًا إقليميًا وعالميًا لكونه قادرًا على قراءة الحراك الجيو-ستراتيجي والنفطي والسياسي والاقتصادي؛ وهو حراك غير قواعد اللعبة الجيو-ستراتيجية باقتدار كبير وحنكة تذكر العالم بمواقف القادة السعوديين على مر العصور. لقد حمل سموه طموح القادة الكبار وخبرة مدرسة الملك سلمان بن عبد العزيز مهندس السياسة وعرَّابها العظيم.
إن المشهد العالمي والإقليمي المضطرب نفطيًا وسياسيًا واقتصاديًا يحتاج إلى قادة يفكرون في معطيات العالم بأسره بدون تحيز لمناطق العالم وتقسيماته التي لا تنصف دول منطقتنا بتصنيفها دول عالم ثالث. في هذا السياق، يمكن الإشارة إلى نجاح ولي العهد في أن تصبح المملكة العربية السعودية في مصاف العالم الأول وبدهائه وفضله_ بعد فضل الله_ نجح الحراك التفاعلي الجيوسياسي السعودي المهم والمركزي في العديد من الجبهات الآسيوية والعالمية، ووضعت المملكة اسمها في صدارة صناع القرار العالمي والإقليمي والإسلامي والعربي، بعد سلسلة متنوعة من النجاحات الباهرة والحراك الإيجابي المثمر. لقد لفتت هذه النجاحات نظر قادة دول العالم بأقطابه القوية كالصين وروسيا، وعقلاء وحكماء السياسة، والاقتصاد والطاقة والإعلام، عربيًا وعالميًا.
طوال العام المنصرم وفي ظروف بالغة التعقيد إقليميًا وتجاذبات وظروف أكثر تعقيدًا عالميًا تجلت في الأزمات المالية والاقتصادية وأزمات في مجال الطاقة والصراعات والحروب، قاد الأمير محمد بن سلمان حراكًا غير مسبوق ومساعي مهمة تكللت بالنجاح، وفي كل تلك المساعي تميزت قرارات سمو الأمير بالحكمة والشجاعة. فعلى سبيل الإشارة، قابل ببسالة حرب غزة، وأكد موقف المملكة العربية السعودية من هذه الإبادة الجماعية لشعب أعزل؛ كما عالج قبلها تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية التي أثرت وتأثرت بتجاذبات دولية بين أهم أقطاب هذا العالم.
واجه الأمير محمد بن سلمان بدهاء السياسي المخضرم تحديات صعبة للغاية جعلته يمضي بحنكة بحرص شديد، في كل خطوة يخطوها بحكمة مدعومًا بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- صاحب الخبرات المتراكمة والنظرة الثاقبة. ونجحت المملكة العربية السعودية في الخروج من هذه الأزمات بأعلى الأرباح.
وفي العام المنصرم وفي ظل قيادة هذه القيادة الرشيدة، مضت المملكة بخطى راسخة لتحقيق أهدافها، باقتدار من خلال عقد قمم تاريخية سعودية-خليجية-عربية، غيرت هذه القمم قواعد اللعبة في العالم، ومن المتوقع أن يكون لها آثار إيجابية على صعيد إحلال السلام في المنطقة والعالم، ولا سيما في ظل التجاذبات والمنافسة القوية على الصعيدين السياسي الاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة، والتي تعتبر من أبرز العوامل المؤثرة في حركة السياسة العالمية في القرن الحادي والعشرين. وأما في مجال الاستثمار وتحويل التحديات إلى فرص وتعظيم الإيجابيات، فقد نجح سمو الأمير في ذلك أيضًا وأكد قدرته على التموضع الاستراتيجي مع الصين فقد رسمت المملكة تحولًا استراتيجيًا مع الصين من خلال المواءمة بين رؤية 2030 ومبادرة الحزام والطريق. وفي سياق تبني مشاريع البيئة الخضراء كونه ثمرة لحركة الاستثمار المسؤول اجتماعيًا، عملت المملكة خلال العام المنصرم على ما يلي: ترسيخ مفهوم بناء اقتصاد حديث متنوِّع مع تنمية بيئية، تعزيز الأمن والسلم العالمي، وأمن الطاقة الدولي، وأمن الغذاء، وأمن سلاسل الإمداد العالمية؛ وهي قضايا يتحمل مسؤوليتها العالم، ولا يقف الأمر عند حدود الربحية، وإنما عبر تحمّل المسؤولية الاجتماعية تجاه البيئة والدفاع عنها.
إن تأسيس شراكة قوية للمملكة مع دول محورية ومهمة سياسيًا واقتصاديًا في هذا العالم كالصين وروسيا سيكون له مردود إيجابي مهم ليس للمملكة العربية السعودية فحسب بل وللدول الخليجية والعربية.
ولعل من المهم الإشارة إلى أن هذا التوجه للمملكة العربية السعودية في خلق شراكات جديدة مع الدول المحورية الصاعدة في العالم لم يلغِ تحالفاتها التقليدية المتجذرة مع الولايات المتحدة وأوروبا وفق مصالحها الأمنية الاستراتيجية.
إن التطورات الأخيرة التي شهدها العالم أظهرت سمو الأمير محمد بن سلمان كأقوى شخصية آسيوية إقليمية عالمية مؤثرة، وذلك بعد أن دفع المملكة للعب دور محوري على أصعدة الاقتصاد والتكنولوجيا والتحالفات الاستراتيجية.
وننهي القول في هذه التناولة بالإشارة إلى أن الأمير محمد بن سلمان نجح في تحفيز طاقات الشباب العربي وتوجيهها على نحوٍ إيجابي، وفي الحراك الذي أحدثه عالميًا كونه تبنّى خطة طموحة لتحويل المملكة من الاعتماد على النفط إلى الاقتصاد المتنوع، بعد ثمانية عقود من اكتشاف النفط؛ كما أنه مهندس الرؤية الطموحة 2030 التي أطلقها وصاغها لوضع المملكة في مقدمة دول العالم في جميع المجالات. لقد صنع الأمير محمد بن سلمان تحولًا مهمًا على جميع الأصعدة. من أجل كل ذلك استحق سمو الأمير محمد بن سلمان أن يكون القائد الأكثر تأثيرًا إقليميًا وعالميًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى