الخطأ لصيق الإنسان، يُلازمه مثل ظله، وكلما تضاءل عطاؤه كان نصيبه من الأخطاء أقل، فالذين لا يخطئون هم الموتى، ومن ثم فإن انتشار الأخطاء في مختلف ميادين الحياة أمر واقع.
من تلك الأخطاء المطبعية في الصحف، فهي لا تفسد المعنى فقط، ولكنها قد تُثير أزمات، لا يمكن تجاوزها بدون أن يكون لبعضها أثر طريف، من أشهر أخطاء الصحف:
نشرت إحدى الصحف إعلانًا لإحدى الشركات موجهًا لعملائها كانت بدايته كالتالي:
تلعن الشركة عملائها الكرام، بدلًا من تُعلن الشركة لعملائها الكرام!
في مؤتمر عن “طه حسين” أقامته جامعة المنيا عام 1983م، وقف وزير الثقافة وقتها محمد رضوان مادحًا إقليم المنيا بما فيه من قوة “النماء”، وفي اليوم التالي ظهرت الكلمة في الصحف كالتالي “بما فيه من قوة النمساء”.
ومن عناوين بعض الصحف، ما وقعت فيه صحيفة عربية بتاريخ 3-5-1984م: “وزير البيئة يضع حجر الأساس لمشروع تجهيل العاصمة” بدلًا من “تجميل العاصمة”، وفي عنوان لنفس الصحيفة جاء فيه: “مجلس الوزراء يجتث حقوق عمال السكك الحديدية” بدلًا من “مجلس الوزراء يبحث حقوق عمال السكك الحديدية”.
ولم يسلم المشير عبد الحكيم عامر من الأخطاء المطبعية، فقد نُشِرَ خبر مفاده: “إن المشير عامر انتقل بعد المناورة الى تل قريب”.. والصحيح يقول: “إن المشير عامر انتقل بعد المناورة إلى تل أبيب”.
في مقابلة نشرتها صحيفة عربية مع الرئيس أنور السادات الذي كان يحب أن يطلق عليه الرئيس المؤمن، جاء في عنوانها خطأ مطبعي تم بسببها إحالة رئيس التحرير إلى التحقيق، كالتالي: ” الرئيس المدمن” بدلًا من ” الرئيس المؤمن”.
ومن هفوات صحيفة الأهرام عنوان مضمونه: “الأهرام تطالب بتجريد ثياب القضاة”.. وبعد تلقي رسالة عتب تم تصليح العنوان: “الأهرام تطالب بتجديد شباب القضاة”.
وقد يؤدي سوء الفهم أحيانًا إلى إحداث بلبلة وهرج داخل أفراد المجتمع؛ حيث كتب أحد المراسلين الصحفيين يصف أحد الحوادث المرورية في إحدى المدن تسببت في سقوط جندي من على دراجته النارية قائلًا: “انقلاب عسكري” وهو ما فسر على أنه انقلاب عسكري على السلطة.
وفي خبر لإحدى الصحف المصرية عن الوزيرة “حكمت أبو زيد” التي تفقدت أحوال الريف، كتبت إحدى الصحف عنوانًا: “حكمت أبو زيد تتبول في الريف”.. وغضبت الوزيرة، والصحيح: “حكمت أبو زيد تتجول في الريف”.
وكان من نصيب وزير الأوقاف المصري في السبعينيات عنوان شائك: “عورة وزير الأوقاف”.. والصحيح: “عودة وزير الأوقاف”.. وذلك عندما عاد للبلاد بعد جولة خارجية.
صفحات الوفيات أيضًا لم تسلم من الأخطاء؛ فقد حدث أن وصل إلى صحيفة الأهرام المصرية نعي لينشر في صفحة الوفيات لكن الوقت كان متأخرًا، وتم تقفيل الصفحات استعدادًا للطباعة، فكتب رئيس التحرير وقتها “أنطوان الجميل” أسفل ورقة النعي لعمال المطابع “ينشر إن كان له مكان”، وفي الصباح وجد أهل المتوفي النعي منشورًا هكذا: “فلان أسكنه الله فسيح جناته إن كان له مكان”.
ورغم أن هذه الأخطاء المطبعية أحدثت أزمات عاصفة حينها، إلى أنها لا تخلو من الطرائف المثيرة للضحك والاندهاش.
0