“طريق السيل” الرابط بين مكة المكرمة والطائف، أصبح يستخدمه على مدار العام أكثر من ثلاثين مليون مسافر؛ منهم مليونا ونصف المليون معتمر وأربعة ملايين زائر وسائح؛ وجميعهم قادمون عبر مطار الطائف الدولي، وسبعة ملايين معتمر من الداخل ودول الخليج إما بسيارتهم الخاصة أو الحافلات مع وجود ميقات قرن المنازل، بالإضافة إلى آلاف المواطنين والمقيمين يوميًا للتنقل بين مدينتي مكة المكرمة والطائف.
وهو يخدم عشرات القرى أيضًا الواقعة على جانبيه، ويُمثل الامتداد الوحيد لمدينتي مكة المكرمة وجدة للوصول إلى طريق الرياض الرئيسي، والمعبر البري اليومي لنقل البضائع من ميناء جدة إلى وسط وجنوب المملكة.
وقد افتتح هذا الطريق السريع بمساراته المتعددة منذ قُرابة أربعين عامًا، وقد جفت عيونه التي كانت تنبع ذهبًا لتسقي المزارع في الأسنة، وشرائع النخل، والرشيدية، والقشبة، والصدر وسبوحة، والمضيق، وسولة، والزيماء، وقد تصحر معظمها منذ سنوات بعد أن كانت تُمثل سلة الاكتفاء الذاتي لأم القرى لنحو أربعة قرون مع ما تنتجه مزارع وداي فاطمة والحسينية والعابدية من محاصيل مماثلة.
وطريق السيل اليوم لا يفتقر إلى الإنارة فقط؛ بل إلى التنظيم الجيد من حيث إيجاد المحطات الحديثة لخدمة الزوار والسياح، والتواجد المروري في كثير من منعطفاته الخطرة مثل المنعرجات الضيقة في الريعان، وطلعة المنحوت، ووادي نخلة، ومنعطف كوبري الزيماء، ووجود مسارات جانبية في بعض أجزائه لتحرير الحركة المرورية عند تعطلها عند وقوع حادث مروري .
ووزارة النقل ليس لديها ما يُبرر عدم معالجة ملف إنارته منذ افتتاحه حتى الآن؛ سواءَ كان ذلك ضمن مسؤوليتها المباشرة، أو مع الجهات الأخرى لإكمال هذه الخطوة؛ وذلك في ظل الاستخدام المتزايد لهذا الطريق، وتحول مطار الطائف إلى مطار دولي، والسماح لرحلات المعتمرين والحجاج بالوصول من خلاله منذ ثلاثة أعوام.
ففي أوقات الأمطار يُصبح هذا الطريق هو الوحيد الرابط بين مكة المكرمة والطائف عند إغلاق طريق كرا- الهدا؛ والإغلاق ليست مسألة محدودة في فصل الشتاء إنما متكررة، لهذا إنارته أصبحت خطوة مهمة جدًّا وينتظرها الكثير، خصوصًا وأن إنارته عبر ألواح الطاقة الشمسية أقل تكلفة من إيجاد خط كهربائي على امتداد الطريق، والأمر يحتاج إلى اهتمام مباشر من قبل معالي وزير النقل المهندس صالح الجاسر الذي تعودنا منه الحرص على معالجة وتطوير الطرق الرئيسية التي تحتاج إلى مزيد من الخدمات والدعم والتحسين لراحة المواطن والمقيم والزائر والسائح .
● رحم الله عمي الشيخ عيضة بن حمود السنيد شيخ ذوي سميح من المطارفة؛ فقد كان مؤمنًا بلقاء ربه، متزودًا لآخرته بكل عملٍ يُقربه إلى الله -عز وجل-، متحليًا بالحكمة والرشد والنبل والشهامة وحب الخير.
– باحث دكتوراة في إدارة وتخطيط .