من الاعتراف بالجميل لأهله أن نشعر بقيمة مايقدمونه ، ونقّدر جهودَهم في كل مجال ومضمار.
وهذا أقل شيء يُقدّم لمن أحرقوا شموع عقولهم ؛ لينيروا الطريق، ويجعلوا أنوار فكرهم في آفاق شتى سواء كانت مساحات مكانية أو شعورية.
إن الثقة والصدق والأمانة هي مطالب أساسية لإيصال الكلمات الصادقة المنبثقة من إحساس معتّق بالأصالة وجمال الموروث – علما وأدبا وشعرا – بل في كل صنوف المعرفة.
صديقتي صحيفة مكة الإلكترونية هي منهل عذب ، ورافد زاخر على مدى سنوات ليست بالقليلة.
هي خميلة وارفة وحديقة غناء
نتنسّم شذاها، ونستمتع برؤاها ، ونستظل في ظلالها الوارفة الممتدة على ضفاف شواطئها المزدانة بحسن المنظر والرواء.
زادها الله نورا وبهاء ومكانة وريادة.
حدثني هاجسي قائلا:
إن ذلك الداعم الوصول العامل بصمت ، هو منهل حرف معبّر ودلالة عذبة هادفة ومعانِِ نيّرة.
ذلك الرجل الزهراني الشهم في طبعه وخلقه ، بل في كل ما يقدمه ، ويحرص على تقديمه مهذَّبا ، في فكرِِ عميق أصيل ، وتركيب ممنهج منسوج بمهارة وتجربة ودقة.
وحدثني هاجسي -أيضا- بعبارة صادقة قائلا:
ألا ترى حال ذلك الأديب الزهراني – وهو يصدر أعداد تلك الصحيفة – كأنه يقول :
(اذهبي حيث شئت ستجدين قُرَّاءَك ) !
تأملت تلك العبارة بضابط ميزان الحقيقة والعدل ، ونظرة المتعمق فوجدتها انبثقت من عين الصواب ونهر الإخلاص والوفاء على سحنة التميّز والتفرد والسمو !
نعم ، إنها عبارة خطرت لكنها كانت صحيحة قد ارتسمت على شعور كل قارئ يتابع تلك الصحيفة الباذخة المتنوعة في موضوعاتها وثقافتها ومعارفها.
إنها تتجلى هنا وهناك وبتشكلات هالاتية بديعة الألوان فيرتاح النظر من جلال الانسيابية والانسجام وسبك المباني والمعاني عبر مفرداتها الرصينة.
في كل قطر ومكان لها صيت وصوت ومنبر ، ولها أزهارها وثمارها وجداولها !
إنه التفرّد والإتقان والانتقاء لكل ما هو مفيد وجميل ومؤنس وحيويّ في الوقت نفسه.
ومع جميل التحية لها ولربانها الأديب عبدالله الزهراني فإننا نبعث لهما كل تقدير واحترام واحتفاء !
شكرا ؛ لأنكم أنرتم الفكر والمشاعر والشعور ، وتجليتم زُهْرا في الآفاق.
فهنيئا لنا بكم.
وسلمتم منارا للعلم والمعرفة والثقافة.
يحيى معيدي.
شاعر سعودي.