تطور مفهوم الكتابة لدى كثير من الناس، واتخذها بعضهم مهنةً له، وأصبحت تدر عليه دخلًا مربحًا.
فقد اهتموا بها وعملوا عليها، وبذلوا قصارى جهدهم في القراءة والاطلاع وتطوير أدواتهم حتى غدت حرفة بالنسبة لهم، يمارسونها على مدار يومهم.
والبعض الآخر يستسهل الأمر ، ويريد أن يصبح كاتبًا في يوم وليلة من غير بذل الأسباب ، وأولها وأهمها القراءة.
ومن أصعب الأسئلة التي تردني :
كيف أصبح كاتبًا محترفًا؟
وهذا السؤال طرحه عليَّ أحد المتابعين، وحرتُ في الإجابة عن سؤاله غير أني نصحته بأن يقرأ ويُتابع كبار الكتّاب.
كان لحوحًا بعض الشيء؛ فسألني مرة أخرى مَن هم الكتّاب الذين ترشحهم للمتابعة؟
قلت له: هُم كُثر مع حفظ الألقاب ، لكن ألم تابع عبدالله الغذامي وبنيويته وحسين بافقيه وعزلته، وفهد عامر ومكتبته، والعرفج وملوخيته، وعبدالله العساف وسياسته، وبكري عساس وخبرته.
قال :
يا أستاذ عقدّتها لستُ فاهما!
ممكن توضح أكثر !
قلت : ألم تسمع بأن الناقد الغذامي قام بتفكيك النص وتشريحه، والأديب بافقيه اعتزل الناس؛ ليصدر كتابًا جديدًا، وأن الأحمدي لديه مكتبة في دورة المياه؟
قال : لا.
ثم قاطعني ، وسأل عن الملوخية!
قلت: واضح أنك جائع وهمك بطنك أكثر من عقلك!
ألم تشاهد أحمد العرفج كيف نقل مكتبه في (السطوح) وجمع بين غذاء العقل والبطن والروح ويخاطب الأنام وهو يلتهم الملوخية والإيدام؟
قال : وماذا عن العساف وسياسته؟ هنا مليت من أسئلته وقلتُ :
رُح اسأل صاحبه؟
قال:
وماذا عن خبرة العساس؟
قلت : يكتب بشكل يومي ولا مجال لديه لإضاعة الوقت.
وكنت (اعنيه) لعله يفهم ويفارقني فقد أشغلني وضيّع وقتي.
قال: اتركهم.
أنت كيف تكتب مقالاتك فأنا معجب بقلمك ؟!
قلت وأنوي تصريفه: من الصعب أن أقول لك ذلك؛ لأنني أكتب وأنا نائم وما أشعر بذلك إلا عندما أستيقظ.
قال كيف تكتب المقال الساخر؟
قلت إذا نمت على الجانب الأيسر أجد المقال ساخرًا، وإذا نمت على الجانب الأيمن يأتي المقال نقديًا.
ثم استمرّ في سخافته وقال : وإذا انقلبت على بطنك؟!
قلت : هذه درجة الفيلسوف وغالبًا تكون الكتابة في العُمق، ولم أصل لهذه المرحلة.
قال: تصدق أنا فيلسوف !
قلت : واضح من أسلوبك !
ختامًا
نصادف في عالمنا من يتطفل على الثقافة والأدب وإقحام نفسه في غير تخصصه فترى منهم الأديب والفقيه والكاتب والشاعر والصحفي والفيلسوف حتى أصبحت معارض الكتاب تعج بمؤلفات نص كم من أبو شطر وشطرين في الصفحة الواحدة..