المقالات

غياب الدور التربوي في الأسرة !!!

الأسرة هي المحضن الأول من محاضن التربية، وهي البيئة التي ينشأ فيها النشء منذ نعومة أظفارهم، واللبنة الأولى من لبنات المجتمع، وحجر الزاوية في بناء الشخصية واكتشاف ورعاية المواهب والميول والقدرات لدى الأبناء، ومتى صلحت الأسرة؛ صلح المجتمع، ومتى فسدت؛ فسد المجتمع.
والأسرة هي المدرسة الأولى التي يتشرب فيها الأولاد ذكورًا وإناثًا المبادئ الأساسية للتربية، فمتى كان الوالدان قدوةً حسنةً لفلذات أكبادهم في السلوك والممارسات وفق تعاليم ديننا الحنيف؛ نشأ الأولاد نشأةً صحيحة سليمة، وأصبحوا صالحين في أنفسهم، مصلحين لغيرهم، متمسكين بتعاليم دينهم، ومحافظين على قيم ومثل مجتمعهم، ومساهمين في بناء وتطور وطنهم في كافة المجالات من خلال ما تسلحوا به من العلوم المختلفة والأخلاق المستمدة من تعاليم دينهم الإسلامي الحنيف، ولا شك أن تحقيق هذه الأهداف النبيلة لا يمكن أن تتحقق إلا بعد توفيق الله أولًا ثم من خلال اهتمام الوالدين بتربية الأولاد ثانيًا وفق تلك القيم والتعاليم الإسلامية التي نستقيها ونستنبطها من مصادر وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ومتى ابتعد الوالدان عن هذا المنهج الرباني القويم والطريق المستقيم؛ فلن تتحقق تلك الأهداف المنشودة مهما تنوعت الوسائل التعليمية، وتعددت الأساليب التربوية، ومهما بلغت الحوافز المادية والمعنوية، فكلنا يعلم أن بناء القيم والأخلاق في نفوس النشء؛ تبدأ من القدوة الحسنة، والتنشئة الصالحة المبنية على الثوابت والمصادر التشريعية التي يتحقق من خلالها صلاح الدنيا والآخرة.
وتحل الكارثة بالمجتمع عندما ينشغل الآباء والأمهات عن تربية أولادهم، وعندما يتنصلون عن مسؤولية رعايتهم، والعناية بتوفير الحياة الكريمة لهم، والمحافظة على عقولهم وسلوكهم من الانحرافات الأخلاقية والسلوكية والفكرية التي تغزو عقولهم، وتشتت أفكارهم، وتتسرب إليهم بسمومها من خلال وسائل التواصل المختلفة، والفضائيات التي تغزو العقول، وتفسد القلوب، وتشتت الأذهان في زمن الانفتاح على الثقافات المختلفة غير الإسلامية التي تنشر الرذيلة، وتُحارب الفضيلة، وتبث الفساد بين العباد، وتسعى إلى تفكك الأُسر، وانحلال الشباب، وخلق الفوضى في المجتمعات، وكلنا يعلم كيد الأعداء منذ الأزل لمُحاربة الإسلام وأهله من خلال الوسائل والأساليب الممنهجة التي ينفقون عليها الميزانيات الكبيرة رغبةً منهم في تقويض دعائم الدين القويم لدى أبناء المسلمين.
وإنه من المحزن والمؤسف حقًا ما نُلاحظه من قبل بعض المخدوعين من أبناء مجتمعنا الذين انسلخوا عن مبادئهم وقيم مجتمعهم، وانتكسوا في براثن كيد الأعداء وغدرهم، وانقادوا طواعيةً لأفكارهم المسمومة باسم التحضر والمدنية المزعومة التي يروجون لها بكل الوسائل والأساليب المختلفة؛ حيث كان السبب الأول في انحرافهم يكمن في إهمال الأُسرة وانشغالها عن دورها المأمول في تربية ورعاية النشء، ومتابعتهم والإشراف على مراحل نموهم، وتحسس مشكلاتهم، وتحقيق رغباتهم، وصقل مواهبهم، وتوجيههم إلى الطريق المستقيم؛ حتى يصبحوا لبنات بناء لا معاول هدم لوطنهم ومجتمعهم.
ويبقى دور الأُسرة هو الحصن الحصين، وخط الدفاع الأول لمواجهة تلك التحديات، وبناء جيل صالح يخدم دينه ووطنه وولاة أمره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى