المقالات

مهرجان القمم في قمّة عسير

من قمم عسير الشاهقة ومن أعلى قمة جبل السودة الباذخ تلبس عسيـر ثوبها العسيري المطرّز بجمال طبيعتها، وتودع روحها المتعايشة المتسامحة لكل العابرين حدودها، وتبادل ضيوفها التحية بألف بذات اللهجة الجميلة فـ”مرحبًا ألف” بكل العالم في عسيـر الحب والثقافة، والفن والإبداع والتراث، والتاريخ والحضارة الإنسانية العظيمة ..

يأتي مهرجان “قمم” الدولي هذا العام في عسيـر وفي نسخته الثالثة محتفيًا بالفنون الجبلية عبر برامج وندوات وورش عملية تفاعلية، يُقدمها خبراء محليون وعالميون لتعريف الزوّار بتاريخ الفنون الجبلية وأزيائها، والمهن الفنية لأهالي المنطقة كالنحت، وحياكة السدو، وغيرها؛ ليجد فيها الزائر الكثير من التشويق والثقافة والاكتشاف والتعرّف أكثر على هوية المكان وعمقه التاريخي ودلالته الجغرافية المديدة عبر ثماني قرى ثقافية، ستكون مسرحًا عالميًا لتلك البرامج الثقافية وهي: “قرية قلعة شمسان – وقرية بسطة القابل – وقرية بن حمسان وقرية عضوان التاريخية، وقلاع أبو نقطة المتحمي وقصر مالك التاريخي وقصور أبو سراح وقصور بن مشيط من الفترة:
( 20 يناير حتى 27 يناير )
وتُشارك فيه “25” دولة حول العالم، بجانب فرق شعبية من مختلف مناطق المملكة.

يقدِّم هذا المهرجان الدولي حزمة من الفعاليات المتنوعة، تبدأ بحفل افتتاح يُقام على مسرح جامعة الملك خالد بأبها، ومسيرتين غنائيتين أدائيتين تعبران من خلال إحدى الطرق الرئيسية في مدينة خميس مشيط ، وتقدمها ” 20 ” فرقة سعودية من ” 7 “مناطق في المملكة، بالإضافة إلى ” 25 ” فرقة أدائية دولية تتزين بأزيائها الجبلية.

إن هذا المهرجان الثقافي نافذة يرى القادم من خلالها عسيـر كحضارة إنسانية لها الكثير من الفنون الغنائية الجبلية العريقة والتي يمتزج فيها الفن بالأدب بالثقافة؛ فتصبح أمامك على مسرح قبائلها العريقة والشهيرة بداية بقبيلة عسيـر وقحطان وشهران وباللحمر وباللسمر في السراة وتهامة، وقبائلها الساحلية التهامية عبر أكثر من ” ٤٠ ” لونًا فلكلوريًا شعبيًا، ولعل أشهرها هذه الألوان “الدمّة” و”القزوعي” و”الزامل” و”العرضة”والتي غالبًا ما تكون في مقدم كل قبيلة في مناسبات الأفراح واستقبال الضيوف، والأعياد وتكون في صفّين متقابلين يتوسطها شاعر أو أكثر تؤدى بإيقاع فنّي شعبي ممتع على إيقاع الزير والزلفة يجد فيها الزائر متعة فنيّة سمعية بصرية غاية في الإتقان، والجمال يزيّنها اعتزازهم بتراثهم ولبسهم الموحّد وأصواتهم الشجيّة مما يضفي على الأجواء الطربية حسًّا جماليًا لا يمكن وصفه، وفي ذات الوقت تتشكّل في هذه الفنون الحماسية روح الجماعية والتعاون والألفة والمحبة لتتجلّى الصورة المشرّفة للمنطقة بكل فنونها وتراثها الأصيل إلى جانب ذلك صناعاتها التقليدية من خلال متاجر الحرفیین والأزياء، وعروض الطهي الحي التي تعرّف بتقاليد ووجبات كل مطبخ، ويُخصص المهرجان مناطق للأطفال؛ تحتوي على أنشطة حرفية، وورش عمل يدوية، وجناح للتصوير بالأزياء الجبلية، بالإضافة إلى تخصيص مساحات في هذه المواقع لعربات الأطعمة المحلية المختلفة، وأجنحة للحرفيين، يتعرف من خلالها الزائر على المصنوعات اليدوية القديمة.

سيكون زوار «مهرجان قمم الدولي» على موعد حالم مع تجربة فريدة من نوعها عند التسوق من متاجر الهدايا التذكارية التي تَعرض مجموعة من التحف الفنية التي تمثل الإرث العسيري الأصيل.

ومضة:
أن يكون مهرجان قمم الدولي في عسير فهذه رسالة ثقافية راقية من وزارة الثقافة، وتعزيز للتبادل الثقافي الدولي؛ كونه أحد أهدافها الاستراتيجية تحت مظلة « رؤية السعودية 2030 ».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى