المقالات

مَجَلَّةُ الحَجِّ والعُمْرةِ تَسْتَنْجِدُ بِوَزِيرِها!

كُنْتُ، ولا زِلْتُ، أَقُولُ: “أنا قُصَيْبِيُّ الهَوَى”، وطالما صَوَّرْتُ هذا الهَوَى شُعُورًا وتعبيرًا، منذُ دِراستي الثَّانويَّةِ (١٤٠٢-١٤٠٤هـ)، وإلى اليومِ الَّذي أَصْدَرْتُ فيه كِتابي (في حُبِّ غازي القصيبيِّ).
وأَلِفْتُ، منذُ سَنَوَاتٍ، أنْ أَقُولَ لبعضِ الصَّديقِ: أنا رَبِيعِيُّ الهَوَى! كانَ ذلكَ حِينَ وَلِيَ الوزيرُ المُوَفَّقُ توفيق الرَّبيعة وِزارةَ التِّجارةِ، فلمَّا صارَ وزيرًا للصِّحَّةِ، في أَصْعَبِ السَّنَوَاتِ الَّتي مَرَّتْ بالعالَمِ أَجْمَعَ = آمَنْتُ بأنَّ هذا الوزيرَ صانِعُ مَلَاحِمَ، واستبشرْتُ بمستقبلٍ جديدٍ – بمشيئةِ اللهِ – لصِناعةِ الحجِّ والعُمْرةِ، لَمَّا تَوَلَّى أَمْرَها.
إذنْ، صُورةُ الوزيرِ توفيق الرَّبيعة هي صُورةُ الوزيرِ صانِعِ النَّجاحِ، آثارُهُ تَدُلُّ عَلَيْهِ، وأعمالُهُ تَشْهَدُ لهُ، كانَ وزيرًا للتِّجارةِ مذكورًا بِما أَنْجَزَ، ولن ينسَى تاريخُ الوزاراتِ السُّعُوديَّةِ معركتَهُ الَّتي قادَها عَلَى وباءِ كُورونا؛ نَزَلَ إلى الميدانِ، مُتَوَكِّلًا عَلَى اللهِ – تَبَارَكَ وتَعَالَى – ومُتَسَلِّحًا بتوجيهِ وَلِيِّ الأمرِ، ومُسانَدًا بفريقٍ عظيمٍ مِنْ رِّجَالِ وِزارةِ الصِّحَّةِ ونِسائِها.
سيَذْكُرُ الوطنُ للوزيرِ توفيق الرَّبيعة هذهِ المُنْجَزاتِ، وسيَرَى فيها طُلَّابُ النَّجَاحِ مدرسةً للتَّعَلُّمِ، كما رَأوْا في الوزيرِ غازي القصيبيِّ – رحمه الله – ولْيَأْذَنْ لِي الوزيرُ المُوَفَّقُ توفيق الرَّبيعة بأنْ أَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ – وأنا مُؤرِّخُ ثقافةٍ وصِحافةٍ – هذهِ الكلماتِ التي ما حَمَلَني عَلَيْها إلَّا حُبُّ الوطنِ، وتَحَيَّةُ وزيرٍ جليلٍ:
سيَذْكُرُ تاريخُ الوطنِ مُشارَكَتَكَ في مَلْحَمةِ البِنَاءِ والتَّنْمِيَةِ، وسيَتَفَنَّنُ المُؤرِّخونَ في تبيينِ سِمَاتِ الإدارةِ العبقريَّةِ لديكَ. سيَكْتُبُونَ فُصُولًا في إظهارِ مَلَكاتِكَ الَّتي حَبَاكَ اللهُ – جَلَّ جلالُهُ – بِها، لَكِنَّ مُؤَرِّخَ الثَّقافةِ والصِّحافةِ سيَكْتُبُ سَطْرًا مُّؤْلِمًا، لا أُحِبُّ أن يُكْتَبَ فيكَ: “ولقدْ أَصْدَرَ الوزيرُ الْجليلُ توفيق الرَّبيعة أَمْرًا بإيقافِ مَجَلَّةِ (الحَجِّ والعُمْرةِ)، قُبَيْلَ احتفالِ الوِزَارةِ والثَّقافةِ والمُثَقَّفينَ بذِكْرَى مُرُورِ ثمانينَ عامًا عَلَى إنشائِها”!
ولْيَأْذَنْ لِّي معالي الوزيرِ بأنْ أُقَدِّمَ، للقُرَّاءِ الكِرَامِ، كُلَيْمَةً عنْ مَّقامِ مَجَلَّةِ (الْحَجِّ والْعُمْرَةِ)، في تاريخِ الثَّقافةِ والأدبِ والصِّحافةِ في المملكةِ العربيَّةِ السُّعُوديَّةِ؛ ويَكْفي أنْ أَقُولَ: إنَّ هذهِ المَجَلَّةَ العريقةَ هِبَةٌ مِّنْ هِبَاتِ المَلِكِ المُؤَسِّسِ عبد العزيزِ بْنِ عبدِ الرَّحمن الفيصل – طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ – للأدباءِ والمُثقَّفينَ في المملكةِ والعالَمِ الإسلاميِّ، وللمُشتغِلِينَ بصِناعةِ الحجِّ والعُمْرةِ والزِّيارةِ، وهي، كذلكَ، تُصَوِّرُ “الرَّأسمالَ الرَّمزيَّ” لبلادِنا، وإخلاصَ قادَتِها وأبنائِها في خِدمةِ الحرمينِ الشَّريفينِ والحَجِّ والعُمْرةِ والزِّيارةِ، ثُمَّ إنَّ المَجَلَّةَ الحافِلةَ بتُراثِ هذهِ البلادِ وثقافتِها، كانَتْ، في العُقُودِ الأُولَى مِنْ تاريخِها، رائِدَةً، منذُ أُنْشِئَتْ سَنَةَ ١٣٦٦هـ، بِما اشتملَتْ عَلَيْهِ أعدادُها مِنْ مَّوَادَّ في الأدبِ، والثَّقافةِ، وبِما ضَمَّتْهُ مِنْ فُصُولٍ نَّادِرةٍ عزيزةٍ عنْ صِناعةِ الحجِّ… إلى مآثِرَ أُخْرَى يَعْرِفُها كُلُّ مَنِ اتَّصَلَ بشيءٍ مِّنْ تاريخِها.

معالي الوزير الْجليلِ!
سيَذْكُرُ لكَ التَّاريخُ – بِمَشِيئَةِ اللهِ – سَهْمَكَ العظيمَ في تطويرِ صِناعةِ الْحجِّ والعُمْرةِ والزِّيارةِ، فأَضِفْ إليهِ يا صاحِبَ المعالي إنقاذَ مَجَلَّةٍ – هي جُزْءٌ مِّنْ تُراثِنا الثَّقافيِّ – كانَ مِنَ المُفترَضِ أن يُحْتَفَلَ، في العامِ القادمِ ١٤٤٦هـ، بإتمامِها ثمانِيَةَ عُقُودٍ، هي شاهِدَةٌ عَلَى مَسِيرةِ صِناعةِ الحجِّ والعُمْرةِ في هذهِ البلادِ المُبارَكةِ.

وسأَخْتِمُ كلمتي بهذا الاقتراحِ: بأنْ تُلْغَى النُّسْخَةُ الوَرَقِيَّةُ لَها، وأنْ تُحَوَّلَ المَجَلَّةُ إلى مُحْتَوًى رَّقَمِيٍّ، ويُكتفَى بطباعةِ أَلْفِ نُسْخةٍ وَرَقِيَّةٍ، لتوزيعِها في سِفاراتِ خادِمِ الحرمينِ الشَّريفينِ، وإهدائِها للوزراءِ المسؤولينَ عنِ الحجِّ والعُمْرةِ في بُلْدانِهِمْ، ومَنْ في حُكْمِهم.
​وَفَّقَكُمُ اللهُ ويَسَّرَ لَكُمْ أسبابَ النَّجَاحِ.

– أديبٌ وكاتِبٌ مُهْتَمٌّ بأدبِ الْحَجِّ وثقافتِهِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى