المقالات

الأمير الذي حلَّ أهلًا ونزل سهلًا ولم يُكلف أحدًا

من أولى الدلائل وأصدق البراهين على كمال التحلي بالمسؤولية وتحمل الأمانة، الخلوص من حظوظ النفس، والتحلي بأعلى درجات الأداء، ويتجسّد ذلك في الشخصية العملية الجادة، وتبدى ذلك بوضوح في أول زيارات صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير منطقة المكرمة التفقدية خارج مدينة (مكة المكرمة)، ورغم استبشار الأهالي وفرحتهم بقدوم سموه، وحرصهم على بذل واجب الضيافة التي توارثها السعوديون كابرًا عن كابر، ولا سيما في حجم شخصية ومكانة الأمير سعود بن مشعل (حفظه الله)؛ فقد أبدى سموه الكريم مبادرة كريمة بمنع تعليق اللوحات الترحيبية وإقامة الحفلات (الجفلى) لاستقباله، مقدمًا درسًا عمليًا، أن الموظف في الدولة أيًا كان موقعه فهو مسؤول أمام الله ثم أمام القيادة العُليا، بأن يُقدم القدوة الحسنة والصورة المثلى للمسؤول المتفاني في خدمة مواطنيه بإخلاص وصدق، ولا يكلفهم أي تبعة في النفقات جزاء وفاقًا لواجب عمله، وليس من شك أن وراء هذه المبادرة الكريمة من سموه العوامل التالية:
١- شخصية سموه الجادة، وبُعده عن التكلف وحرصه على تقديم القدوة الحسنة لسائر الموظفين في المنطقة الأم، والمحافظات، والقرى التابعة للمنطقة.
٢- فهم سموه الثاقب لفلسفة المرحلة وانعكاس روح القيادة الجادة وفلسفتها على برنامجه ورؤيته التطويرية لعموم منطقة مكة المكرمة.
٣- الإيحاء المباشر للمواطن، بأن علاقة مسؤولي الدولة بالمواطنين، تتمثل في العلاقة التبادلية المشتركة، والمتمثلة في روح الفريق العملي الواحد، وليس في المظاهر الاحتفالية.
وتلك أسمى درجات القائد الإداري الناجح الذي يفهم ويطبق روح النظام، وليس المدير الحرفي الجامد، فكان تعيين سمو الأمير سعود بن مشعل (حفظه الله) نائبًا لإمارة مكة المكرمة، يُمثل بحق وضع الرجل المناسب في المكان المناسب  وإلى سموه أهدي هذه الأبيات بمناسبة زياراته الميمونة.

لقدْ شنَّفَ الآذانَ ذكرٌ مجلجلٌ
وسيرةُ قرمٍ من ذوي الفضل فاعلُ

يرومُ ببذلٍ لايحيدُ عن الهدى
بعيدًا عن التهوينِ للجهدِ باذلُ

يسيرُ إلى العليا بجهدٍ معززٍ
وصدقٍ بفعلِ بالخيرِ بالجودِ حافلُ

وأعلنها رفضًا بسيرةِ راحمٍ
على الأهلينِ ما يدفعُ الْكلَّ حاملُ

فلمْ آتكمْ ضيفًا يرومُ ضيافةً
ولكنني فيكم حريصٌ وسائلُ

أسائلُ عن حاجتكم في دياركم
فخيركم نصحٌ وبذلٌ وباسلُ

أجددُ عهدًا للمؤسسِ بيننا
توارثُ عهدٍ بالمفاخرِ باذلُ

فهبوا جميعًا نحوَ صولةِ ناصحٍ
فكلكمُ جودٌ وصدقٌ وفاضلُ

وماذاكَ إلا عن كرامةِ قائدٍ
وإرثٍ من الأباءِ بذلٌ وناحلُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى