المقالات

صالح اللخمي عميد الشعراء !!

عندما تكتب عن شخص قد لا يعرفك ولا تعرفه إلا من خلال ما تسمع عنه في المجتمع وليس بينك وبينه مصالح شخصية لكنك تحبه وتحب عطاءه فستكون كتابتك عنه نابعة من احترامك له بعطائه وسمته ووقاره في مجتمعه الخاص بين أفراد قريته وقبيلته وبين بني جلدته في مواهبه وقدراته وبين جمهوره على مستوى الوطن وستكون كتابتك عنه أكثر قبولا لدى المتلقي القارئ وهذا ما جعلني اكتب عن قامة شعرية فذة له باع في مجال الشعر الشعبي الجنوبي عامة وشعر العرضة في منطقة الباحة على وجه التحديد إنه الشاعر الشعبي صالح بن محمد اللخمي أحد أبناء قرية ” بالحكم – دار المسيد – ) الذي كان من أبرز هواياته كرة القدم إلى جانب احترافه للشعر المرتجل شعر الحفلات في المناسبات عامة والزواجات خاصة في وقت مبكر من عمره فهو عندما يُذكر المميزون في هذا اللون من الشعر الشعبي فموقعه ضمن الخمسة الأوائل من محترفيه في الجنوب بوجه عام ومنطقة الباحة وفي قبيلة زهران على وجه الخصوص يعتبر عميد الشعراء الشعبيين بمفرداته الشعرية وألحانه الخاصة وله حضوره المميز في الحفلات في جميع المناطق التي يدعى لها من أصحاب المناسبات الذين يعرفون من هو الشاعر صالح اللخمي المتميز بغزارة شعره وتميزه في ما يسمى بالشقر سواءً في البدع أو الرد وله قصائد خالدة في ذاكرة كبار السن انتقلت لأجيال الشباب .
الشاعر صالح اللخمي عرفه الناس من بعد قصيدته في موت ديانا أميرة ويلز وقصتها مع دودي الفايد بسبب حادث سيارة في نفق جسر الما في باريس أثناء توجههما للندن شاعرنا اللخمي كان بين قصيدته عام 1997م – التي حصل فيها حادث ديانا – وبين انطلاقته الأولى في الشعر خمس سنوات تقريبا إذ بدأ نجمه للظهور عام 1392م، وعمره حينها أربعة عشر عاما وقد شكلت البدايات ثنائيات مع كبار شعراء العرضة كالشاعر الشعبي الكبير باسمه وعطائه في ساحة وميادين الشعر الصديق الدكتور عبد الواحد بن سعود الزهراني الذي صدح بقوله في إحدى الحفلات بقوله : اللخمي عميد شعراء زهران وهي شهادة مستحقة من قامة شعرية معروفة على مستوى الوطن نؤكدها اليوم هنا كذلك الشاعر عبد الله البيضاني والدرمحي ورياض الخزمري وغيرهم من الشعراء الشباب وقد برع الشاعر اللخمي في قصيدته المشهورة عن موت ديانا وأصبحت علامة فارقة في شعر العرضة حيث البيت الذي كان واسطة عقد القصيدة حيث قال : والعرب كبّوا قضايا القدس واهتموا بموت ديانا …. ما عد الا ما بعثنا الورد تخليدا لدورها .
في تهكم شعري بما حصل من تهافت وسائل إعلام عالمية على استعراض قصة موتها في وسط اعتداءات اسرائيل على فلسطين ومقدساتها وشعبها , وما أشبه الليلة بالبارحة ونحن نكتب عن قائل القصيدة المشهورة والعرب والعالم اليوم يعيشون مأساة فلسطين التي أشعل فتيل دمارها وقتل وتهجير شعبها اليوم منظمة حماس وحزب الله الارهابيتين إلى جانب الحوثيين في اليمن بتوجيه ودعم من الصفويين في إيران حتى صار الحال على ما هو عليه وسط تخاذل دولي تجاه الأبرياء واحتفاء بالمجرمين وتغاضي عن أفعالهم الشنيعة .
لا أريد أن أكتب نص القصيدة كاملا ولكن ممكن الرجوع له في انعطاف قلم في نهاية هذا المقال فقد امتد ترديده لأكثر من عقد من الزمن ومازالت ذاكرة محبي الشعر الشعبي تختزن هذه القصيدة والاستشهاد بها لما حملت من جرعات تحفيزية في ثوب قشيب لفظا ومعنى عندماكان يشرح حالة الاعلام العالمي وهو يتناقل أخبار موتها في وسائل الإعلام المختلفة بلغة شعرية واضحة لا لبس فيها لدى المتلقين بجميع لهجاتهم .
ولعل شاعرنا القدير هنا ينبئك بسر نجاح شعره وامتداده طيلة ما يقرب من خمسين عاما مدى حبه لشعر الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن وتشكيله الثنائيات الآنفة الذكر لعقود مع زملائه الشعراء إلى جانب حبه أيضا لشعر الأمير محمد بن احمد السديري وهذا يعتبر أكبر دليل لثقافته الشعرية التي تميل للشعبية في ثوب الفصحى بعيدا عن لوغارتمية الشعر الشعبي الذي قد لا يفهمه ربما إلا معتنقوه أو من في حكمهم من الذين يلتقطون خيوط ما يقصده الشاعر من معناه الخفي.
الشاعر صالح اللخمي أعتبره كما أسلفت عميد الشعراء وقد سبقني في هذا الوصف غيري لأؤكده هنا كما وله هيبته وحسن إنصاته على منصات الشعر وله احترامه من زملائه ومن الجمهور الذي يتعطش لوقوفه وإطلالته في حفلاتهم إذ له مساهمات شعرية في كثير من المواقف والأحداث على الساحة وصاحب سمت وأخلاق فاضلة سواء مع زملائه الشعراء أو مع الجمهور الذي يؤدي العرضة في ساحتها أو مع المجتمع بوجه عام فهو لا يحب المهاترات الشعرية يحترم نفسه ويحترم من حوله وله شهادات كثيرة من زملائه الشعراء وأتذكر إشادة الشاعر عبد الله البيضاني الذي سيكرم هذه الجمعة في منطقة الباحة حيث أكد شاعرية اللخمي في إحدى المناسبات وأثنى عليه أمام الجمهور كما أثنى عليه الكثير من رموز الشعر الشعبي وأكثر من هذا حب الجمهور له فما يكاد يقام حفل ويسمعون بأنه أحد فرسانه من الشعراء إلا ويحضر الجمهور ليستمتعوا بما يقول من شعر رصين في تواضع الكبار الذي جعله يبدو كالقمر بين سائر الكواكب .

انعطاف قلم :
قصيدة الشاعر اللخمي عن قصة موت ديانا :

من نهار السبت الى يوم الاحد عدّى ثمان ايام

والصحافه والمحطات التي عبر الفضا منشوره

ماتناقل غير قصة موت اميرة ولز في باريس

في بداية كل نشره صوروها بالخبر والمنظر

وابلغ التعبير ذاك الحزن مثل الوشم في الو جوه

رغم ذلك ماتغاضوا عن خطايا الفاتنه المحبوبه

صوروها في ثياب العشق حتى بعد موتها

والعرب كبّوا قضايا القدس واهتموا بموت ديانا

ماعد الا مابعثنا الورد تخليداً لدورها

شكراً للشاعر اللخمي على إتاحة الفرصة لاستعراض جزء قليل من حياته الشعرية واعتذر منه إن قل زادي عن باقي سيرته العطرة .

ليتنا وقت الحدث كنا نصيف في ضواحي لندن

كان صلينا علىالفايد وشيعنا جنازته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى