بين حين وآخر في المجالس وفي الأماكن العامة، يُثار الحديث حول دور المدرسة ومسؤوليتها التعليمية والتربوية التي يجب أن تتكاملان مع بعضهما البعض في مسار واحد.
وأثناء التداول والنقاش نجد أن هناك جانبين متطرفين لا يلتقيان عند الحديث عن مسؤولية المدرسة هل هي مسؤولية تعليمية صرفة أم هي مسؤولية تعليمية تربوية معًا أم بينهما؟!
فنجد أن هناك جانبًا متطرفًا يحمل المدرسة فوق طاقتها في الجانب التربوي، ويرى أن المدرسة يجب أن تأتي في المقام الثاني بعد الأسرة في القيام بواجبها التعليمي والتربوي للطلاب والطالبات، وعليها أن تتحمل مسؤولية التربية بشكل أساسي، ويجب أن تدمج هذه العملية التربوية في جميع المراحل التعليمية، وهي سبب رئيس في انحراف السلوك.. إلخ.
وفي المقابل يرى الجانب الآخر الذي ربما يوصف بأنه متطرف أيضًا أن المدرسة مهمتها تعليمية فقط، فيرى أن واجبها ينحصر في القيام بمهمة أداء المعلم أو المعلمة الدرس أو المحاضرة ولا علاقة لهم بالقيام بالمهمة التربوية للطلاب والطالبات، ولا علاقة لهم بتقويم سلوك الطلاب أو الطالبات، أو إرشادهم وتوجيههم أو توعيتهم بما يُساهم في تربيتهم سلوكيًا وأخلاقيًا.
ولكن من العدل أن نكون وسطًا بين الطرفين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ونعتبر المدرسة هي مؤسسة تعليمية تلعب دورًا حيويًا في حياة الطلاب والطالبات، ولكن هل هي مسؤولة فقط عن نقل المعرفة والمهارات التعليمية أم أنها مسؤولة أيضًا عن تنمية القيم والتربية الأخلاقية والشخصية؟ ويُثير هذا السؤال دائما نقاشًا مهمًا حول دور المدرسة في تقديم تجربة تعليمية تربوية شاملة.
إن المدرسة هي بيئة مهمة لنقل المعرفة والمهارات التعليمية في المقام الأول، فهي توفر البرامج الدراسية والأنشطة التعليمية التي تُساهم في تطوير مهارات القراءة والكتابة والرياضيات والعلوم واللغات، وبالتالي، يمكن القول: إنها مسؤولة بشكل كبير عن تقديم تعليم ذي جودة عالية يمكن أن يُمهد الطريق لنجاح الطلاب والطالبات في المستقبل.
وإلى جانب دورها في التعليم، تلعب المدرسة أيضًا دورًا حيويًا في تنمية القيم والتربية الشخصية والتوجيه والتوعية والإرشاد للطلاب والطالبات من خلال الأنشطة المدرسية والبرامج التربوية التي تُساهم في تعزيز القول والفعل الحسن، وتُساعد في تعزيز القيم الأخلاقية مثل: النزاهة والاحترام والمسؤولية الاجتماعية، وتُساهم في تطوير مهارات الاتصال والتعاون وحل المشكلات، التي تعتبر مهارات حيوية لنجاح الفرد في المجتمع.
وفي الواقع، لا يمكن فصل التربية عن التعليم بشكل مطلق، بل إن دمج الجوانب التعليمية والتربوية معًا يمكن أن يؤدي إلى تجربة تعليمية أكثر كمالًا وتوازنًا، فالمدرسة يمكن أن تكون مكانًا لإيصال ونقل المعرفة والتعليم؛ بالإضافة إلى تعزيز القيم الأخلاقية والمهارات الحياتية التي تمكن الطلاب والطالبات من تحقيق نجاح شخصي وأخلاقي ومجتمعي في كل الاتجاهات.
دكة الصحافة:- (يمكن القول إن المدرسة مسؤولة عن كليهما: التربية والتعليم، وإن الدمج بين الجوانب التعليمية والتربوية يمكن أن يخلق بيئة تعليمية تربوية شاملة تدعم نمو الطلاب والطالبات بشكل تام يضمن نجاحهم في جميع جوانب حياتهم المختلفة).