المقالات

الهدف حلو والأحلى منه الفوز

علمتنا دقائق المباريات أن الفرحة بهدف التقدم مشروع؛ وخاصة في بداية المباراة لكن بشرط ألا تكون مبالغة ولا هيستريا؛ لأننا ما زلنا في البداية، وهناك متسع من الوقت للحفاظ على الهدف، وزيادة الغلة والفوز أو أن نخسر الفرحة بسرعة أو في آخر ثانية من المباراة إذا أصابنا الوهن والعجب والغرور والبرود وتخدرنا بالهدف المطمئن، وفي حقيقته هدف المقلب والانتكاسة لأننا قبله كنا نلعب بروح وقدم، وبعده أصبحنا نلعب بقدم بلا روح فراح الفوز، ونعتصر ألمًا ونحزن على خسارة النقاط ساعات، وتصل أحيانًا إلى أيام رغم أنها مباراة كرة قدم؛ فما أحلاك يا هدف والأحلى منك يا هدف هو الفوز.

هكذا نقيس ما يُجرى في مباريات كرة القدم على مباريات حياتنا وأشواطها في إنجاز المهام، وتسطير النتائج ورسم الأحلام وصناعة الحقائق، وعزف سيمفونية النصر بعد كد وجد ورد وسد وشد وصد وعد ومد، وقد يتحقق ما نريد غدًا أو بعد غد وستصفق لك يدًا أو ألف يد وممكن يكون ندًا أو ألف ند؛ فأستبشر بصبرك الذي كان بحد أو بلا حد ستفرح في النهاية بشكر وحمد.

جميل أن نعشق فرحة البداية الناجحة والإنجازات المؤقتة في الرحلة الطويلة في خطط حياتنا المختلفة، وحق للنفس أن تُكافئ على إنجاز مهامها مهما كانت قصيرة حتى تزودنا بوقود جديد للمدة المتبقية في مسار الخطط، والحذر كل الحذر من العيش في الحياة بلا رؤية واضحة، ونعتمد فقط على البركة والأمور طيبة وماشية، وعلى ما يرام وكل شيء حلو وزين، وبعدين نسأل كيف فلان ترقى وكيف فلان صار عنده خير، وتسمع الناس تقول فلان عطوه منصب لأنه يستاهل اشتغل على نفسه، وطور من نفسه وعارف نفسه زين، وفلان صار دكتور ما اتوقعته، وفلان صار أرباب كبير يتكلم بالملايين، وأنا كم مرة سلفته درهم ودرهمين، وفلان دومه تقييمه الوظيفي السنوي ممتاز، وفلان مكتبه وبيته متروس جوائز وتكريمات، راح تتعب من ذكر سير الناجحين وبدلًا من ذكر سيرهم فلان وفلان عليك تتفحص أسرار نجاحهم، وخذها وطبقها على حياتك وإن شاء الله تكون حياتك ناجحة دنيا وآخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى