مضى قرن من الزمان ويزيد منذ الحرب العالمية الأولى على رسالة وعد بلفور التي كتبت وبقيت في وثيقة تاريخية من وزير خارجية بريطانيا بلفور إلى زعماء المجتمع اليهودي في بريطانيا؛ حيث كانت تحمل شروطًا تُعبر عن حقوق جميع الطوائف في فلسطين المحتلة مع الوعد بأن لن تمس مع إقامة وطن قومي لليهود على مساحة معينة تم الاتفاق عليها.
بعد عقود من الزمن مرت على تلك الوثيقة التي ساهمت بدعم الاحتلال من اتحاد صهيوني تشكل من أجل دعم إقامة دولة على أرض دولة أخرى في ظل فوضى عارمة من الاستعمار الغربي بتلك الفترة الزمنية قبل إقامة نظام دولي يحمي حقوق الجميع وليس حقوق طائفة وحدها بل حماية الإنسان من استعمار حقوقه بالقوة والاضطهاد واحتلال وطنه الذي يعيش به منذ قرون طويلة وممتدة؛ حيث كان المجتمع الفلسطيني على وجه الخصوص من الشعوب التي تجمع غالبية الطوائف التي لها امتداد من التاريخ بتلك الأرض المقدسة عند الجميع قبل أن يتحقق نصف الوعد المشؤوم الذي جعل من طائفة تضطهد جميع الطوائف في جرائم عصابات تستهدف طرد تلك الطوائف وإبادة ذلك الإنسان من أرضه في جرائم استمرت أكثر من خمس وسبعين عامًا في صمت يُبرر للإجرام جرائمه، ويخادع بها جميع القوانين الإنسانية ويتلاعب مع القانون الدولي في استهتار وتحدٍّ للقيم الإنسانية التي أصبحت رهينة التطرف العالمي الذي انكشف أمام شعوب العالم في قرن آخر يبحث عن النجاة من الفكر المتطرف الذي يرتدي ثوب الضحية، ويمارس أبشع الجرائم التي مرت على الإنسانية من قرون مضت بسبب أن المجرمين يُمارسون الإجرام بكل حرية دون محاسبة و”المتضررون” هم الجميع الذين ينتمون للجنس البشري من جميع الطوائف.
فلقد أصبح العالم يسمع وعدًا آخر ربما يكون مُكملًا للوعد الماضي إذا نظرنا للسياق من تصريحات إعلامية واجتماعات دبلوماسية من وزير خارجية بريطانيا كاميرون بأن من حقوق الفلسطينيين إقامة دولة مستقلة بعد أن أصبحوا ضحية لإجرام متطرفين من كيان صهيوني تمرد على كل قيم ومبادئ الإنسانية، وجعل من العالم في حروب عنصرية تضرر منها الجميع، وجعل من بريطانيا تعود للساحة مجددًا في وعد آخر من أجل إكمال وعد لم يكتمل بعد.
بقلم/ غازي العوني