يعاني بعض الآباء والأمهات- إن لم يكن أغلبهم – من إدمان أبنائهم على الألعاب الإلكترونية، وانخفاض مستواهم الدراسي، ومن تشتت انتباههم وعدم التركيز بسبب تأثيرها النفسي والعقلي والاجتماعي عليهم.
إذن كيف يمكن مساعدة الأمهات والآباء على التخفيف من مشكلة الأبناء المدمنين على الألعاب الإلكترونية، ولعبها بشكل طبيعي بدون إدمان؟
للإجابة على هذا السؤال ينصح بأن يجتمع الوالدين أو أحدهما مع الابن المدمن على الألعاب الإلكترونية وتوجيه له السؤال التالي: كيف يمكن التخفيف من مشكلة الإدمان على تلك الألعاب، ولعبها بشكل طبيعي بدون إدمان؟ لأن أخذ رأي الابن يجعله يشعر بقيمته، ويؤثر فيه الحوار والاقناع بقالب المحبة.
بعض الأبناء سوف يقترح توفير البديل له كتعويض عن الألعاب الإلكترونية ، كالخروج اليومي أو الأسبوعي من البيت بصحبة الأسرة أو أحد أفرادها أو بمفرده من أجل الترفيه في المكان المحبب له أو لممارسة الرياضة أو ممارسة لعبة رياضية أو المشي في الهواء الطلق أو الاشتراك في النادي الرياضي أو شراء دراجة له للعب بها بجوار البيت أو بالجلوس في الطبيعة والحدائق العامة أو الافتراش في البر أو في الأماكن المفتوحة، أو ارتياد المولات أو الجلوس على شاطئ البحر وتناول وجبة العشاء في تلك الأماكن أو تسجيله في حلقة تحفيظ القرآن الكريم، أو دورة لغة انجليزية أو حاسب آلي ، أو في التطوع.
إن التركيز على النشاط والمكان الذي يقترحه الابن يعتبر هو البديل المفيد للألعاب الإلكترونية والتخلص من إدمانها -بإذن الله- لأن الابن سوف يقوم بتفريغ طاقته التي اعتاد على تفريغها في الألعاب الإلكترونية، وكذلك لوجود البديل المشابه والآمن لتلك الألعاب خارج البيت ، فالحركة التي يمارسها الابن في اللعبة الإلكترونية الافتراضية كلعبة تسلق الجبال مثلًا سوف يمارسها بالفعل في الطبيعة بالحركة والمشي وتسلق الجبال الحقيقية، وكالتجول بالسيارة ، فالحركة هي الطاقة الكامنة في جسم الابن التي يفرغها في الألعاب الإلكترونية ويدمن على ذلك .
كما أن ألعاب إطلاق النار بالمسدسات في الألعاب الإلكترونية يستطيع الطفل أو الابن في سن المراهقة أو بعد سن المراهقة ممارسة تلك الألعاب القتالية وغيرها من الألعاب المتنوعة المتوفرة في الملاهي وبالتالي سوف يشبع تلك الحاجة في اللعب ويفرغها في الحقيقة بدلًا من إفراغها في الألعاب الإلكترونية والإدمان عليها، فيستفيد صحيًا ونفسيًا من الحركة والنشاط وتحريك الدورة الدموية وإفراز هرمون السعادة أو الإندروفين، وذلك أفضل من الجلوس أمام شاشة الألعاب الإلكترونية لساعات طويلة بدون حركة فيصاب الابن بتشتت الانتباه وعدم التركيز، والتوتر والقلق والاكتئاب ، وقد ينتج عن ذلك انخفاض في مستواه الدراسي والديني والنفسي والاجتماعي كما أن شغل وقت فراغ الأبن بالترفيه خارج البيت سواًء بشكل يومي أو حتى اسبوعي سوف يمكن الابن من تفريغ طاقته وبالتالي سيقل اهتمامه بالألعاب الإلكترونية وحتى إن لعبها فإنه سوف يلعبها بشكل معقول ومنظم وليس إدمان وذلك بسبب وجود برامج أخرى بديلة تشغل أوقات فراغه.
إن بعض الألعاب الإلكترونية لها أضرارٌ تمس وتخدش العقيدة كتلك اللعبة التي يقوم فيها الابن بلعب دور الإله الذي يقتل الأعداء ، وهذا شرك بالله والعياذ بالله ، وبعض الألعاب تهين القرآن الكريم، وبعضها تحرض على قتل الوالدين ، وبعض الألعاب الإلكترونية تعظم من شأن الجندي الغربي غير المسلم على أنه قوي ويقتل الجندي المسلم ، وهذا الأمر من شأن سوف يغرس في نفوس أبناء المسلمين الضعف والهزيمة، والرهبة والرعب من الجندي الغربي غير المسلم، فتنتقل تلك المشاعر مع الأبناء من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي.
إن توفير البديل سواء خارج البيت كما أسلفنا، أو توفير الألعاب داخل البيت التي تنمي الذكاء لدى الابن كلعبة التركيبات مثلًا أو غيرها من الألعاب الحركية البسيطة التي كان يمارسها جيل الأبناء والبنات قديمًا في البيت قبل الألعاب الإلكترونية كلعبة حمل الأثقال للأبناء الذكور ، ولعبة نط الحبل للبنات، وأيضًا ممارسة الرياضة للجنسين داخل البيت ، وكذلك الألعاب التي تحتاج إلى تفكير وذكاء لحلها أو ممارسة الألعاب الجماعية اليدوية أو الإلكترونية مع جميع أو بعض أفراد الأسرة ومنهم الوالدين، والهدف العام من ذلك هو تفريغ طاقة الأبناء أما حبس الأبناء في البيت يجعلهم مدمنين على الألعاب الإلكترونية ومنعزلين عن أفراد الأسرة والمجتمع ولا يمارسون أدوارهم الطبيعية فيها.
بالرغم من أن الألعاب الإلكترونية قد تؤدي إلى إدمان الأبناء عليها إلا أن فيها جانبًا ايجابيًا وهو شغل أوقات فراغ الأبناء عن إدمان المخدرات، فإدمان الألعاب الإلكترونية الآمنة التي لا تمس الدين ولا السياسة ولا الأمن ولا الصحة ولا النفس- ولكن دون افراط أو تفريط – أهون من إدمان المخدرات.
إذن الخلاصة إذا أردت حماية ابنك من إدمان الألعاب الإلكترونية، فإنه يتوجب عليك توفير البديل الآمن الذي يحبه ويهواه.
0