المقالات

الإنسان كما يرى العالم

الإنسانُ صَغيرٌ على هذا العالم لا يرى الأمور جيّدًا، ولا يستطيع رؤيتها بوضوح؛ لذا يرى الكثير من الناس بأن قناعاتهم وتجاربهم في الحياة هي الأفضل على الإطلاق؛ وعلى هذا الأساس يبنون استراتيجياتهم وخططهم على معرفتهم السابقة والتي يظنّون أنها الحقيقة التي لا جدال ولا نقاش فيها، وأن الأبواب والطرق التي فتحوها كانوا يظنون أنّها هي من ستدخلهم إلى العالم الذي يتمنونه كل هذا وربما أكثر من زاوية قصيرة المدى قريبة المعنى تُمثل حالة شخصية ذاتية بالدرجة الأولى،
فمثلًا عندما يُغلق أحد تلك الأبواب التي صوروها بأنها لا تغلق في وجههم؛ فإنها تتكسّر القناعات، وتتحول إلى مجرد آراء انطباعية فقط !

هذه الرؤية المختلفة للأمور عصفت بكل هذه القناعات القديمة، والتي تبلورت في ذهن صاحبها وأصبحت قاعدة؛ لذا تجده في حالة استغراب جديدة بعدما شعر بأن كل شيء قد انتهى .. كل شيء لم يعد لهُ معنى، ويبدأ في رحلة الحزن التي خلقها، وبعد عدّة سنوات يكتشف بأنه قد قسا على نفسه كثيرًا، يَرى أن حياته تتجهُ للأفضل بتدبير الله سبحانه للأمور .. وأن تِلك اللحظات التي ظَنها نهاية كل شيء كانت بداية لحياة أجمل في كل شيء ..

بداية لقصة نجاح وكفاح، وإن كل تلك الظروف التي تألّمنا منها وأوجعتنا في مرحلة ما كانت مصل مناعة وتحديًا قويًا في مواجهة صعوبات الحياة؛ فأخبرتنا أنها نعمة من الله وأن الخيـر والفرح يقدّره الله للإنسان، وإن ضاقت عليه الأرض بما رحبت!!!!!

“اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك”..

فكرة أخيـرة:
يقول الإمام الشافعي:

وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى
ذَرعًا وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ

ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها
فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى