مسام… يمن بلا ألغام

لم تكتفِ المملكة بأعمال الإغاثة والصحة والتعليم، وتوفير الحياة الطيبة للشعب اليمني الجار الصديق، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يتواجد بصورة إيجابية في معظم المحافظات اليمنية المحررة من مليشيا الحوثي، بل قفزت تلك الطموحات لتصل إلى إنشاء مشروع (مسام).
وهو مشروع إنساني سعودي لنزع الألغام من الأراضي اليمنية وتطهيرها، ولعل الكثيرين لا يعلمون أنه يتبع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ويأتي المشروع استمرارًا لجهود المملكة العربية السعودية في الأعمال الإنسانية وترسيخًا لمكانتها العالمية والفعالة في هذا المجال، ويهدف المشروع لتطهير المناطق اليمنية من الألغام الأرضية، والتصدي للتهديدات المباشرة لحياة الشعب اليمني، وتعزيز الأمن في المناطق اليمنية، مع مساعدة الشعب اليمني في معالجة المآسي الإنسانية الناتجة عن انتشار الألغام، وإنشاء آلية لدى المجتمع اليمني تُمكنه من تحمل المسؤولية على المدى الطويل.
ويأتي خطر الألغام في اليمن نتيجة انتشار كميات كبيرة من الألغام التي أودت بحياة الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، وتسببت بعاهات دائمة والتي أثقلت كاهل المنشآت الصحية والعلاجية، وتسببت في خسائر اقتصادية للأفراد والمجتمع، وقد كنت أتابع برنامج الشارع السعودي الناجح بالقناة السعودية الذي استضاف مسؤولة العلاقات العامة بالمشروع؛ حيث أبهرتنا إنجازات المشروع منذ انطلاقه قبل نحو ٥ سنوات فقط، فقد نجح في الكشف على مساحة تزيد على ٥٣ مليون مترمربع، وتمكن من نزع أكثر من ٤٣٠ ألف لغم، منها ألغام للأفراد والدبابات وغيرها.
والغريب العجيب أن ميليشا الحوثي تزرع الألغام حتى حول مدارس الطلاب والطالبات، بل وحتى حول المساجد والمزارع، وحتى أطفال اليمن لم يسلموا من تلك الألغام؛ حيث فقد آلاف الأطفال حياتهم أو بُترت بعض أطرافهم بسبب ألغام على شكل ألعاب للأطفال، وكأن تلك المليشيا الظالمة تؤكد لكل يمني أنهم أعداء لليمن بمختلف أطيافه.
وأرشح هذا المشروع الإنساني الجبار للحصول على جائزة الملك فيصل للأعمال الإنسانية؛ فهو قصة إنسانية عنوانها الأمل، ومحورها الإنسان، وأبطالها “السعوديون”.
شكرًا لمركز الملك سلمان للإغاثة ..
شكرًا لكل منسوبي (مسام)
وهذه هي بلادنا… المملكة العربية السعودية.. مملكة الإنسانية..
والحمد لله رب العالمين…

* باحث في تاريخ مكة وتعظيم الحرم