المقالات

قناديل مضيئة العدل بين الأبناء

تُعتبر الأسرة هي المسؤول الأول التي تشرف على النمو النفسي للطفل، وتؤثر في تكوين شخصيته وتوجيه سلوكه منذ نعومة أظفاره، وتلعب العلاقات بين الوالدين والعلاقات بين الأطفال وإخوتهم دورًا مهمًا في تكوين شخصية هذا الطفل وأسلوب حياته؛ لذا فإن تركيز الاهتمام بالطفل داخل الأسرة دون غيره كونه الأكبر أو الأصغر أو الوحيد أو الأخ الوحيد مع أخوات أو الأخت الوحيدة مع أخوة له تأثير واضح وسلبي على بقية الأخوة بدرجات متفاوتة، وهذا التركيز قد يكون بطريقة مقصودة مبنية على قناعات أو اهتمامات معينة كما ذكرنا، وقد لا تكون مقصودة بل في بعض الأحيان لا يشعر الوالدان بوجود هذا التمييز أصلًا رغم ممارستهم له أمام بقية الأبناء.
إن العلاقة بين أعضاء أفراد الأسرة شديدة الحساسية، وتتأثر بما يدور بين أفرادها فأي قصور أو خلل أو اضطراب يُصيب أي أحد من أفراد هذا النظام يؤثر تأثيرًا مباشرًا على تكوين سلوك الطفل، وإن أساليب المعاملة تُعتبر ظاهرة مركبة تتفاعل فيها العديد من العوامل التي لها آثارها السلبية والإيجابية، والتي تنعكس على سمات ومتغيرات جوانب الشخصية عند الأطفال؛ فإذا شعر هذا الطفل أن هناك تميزًا لأحد أخوته عليه في المعاملة؛ فإن ذلك يدفعه إلى الشعور بأنه شخص غير مرغوب فيه، وكلما تكرر هذا الشعور وخاصة في المراحل الأولى أثر ذلك تأثيرًا بالغًا في تكوينه النفسي؛ وذلك لأن الطفل في هذه المرحلة يعتمد اعتمادًا كليًا على والديه بل قد يظهر هذا الشعور أيضًا وتداعياته عند بعض الأبناء في مرحلة المراهقة، وإن من آثار التفرقة بين الأبناء نشأة طفل حقود وغيور وكاره لأخيه بل ومن الممكن أن يتمنى له الضرر، وحتى يحاول أن يتحامل عليه أو يؤذيه ناهيك عن عدم الثقة في الأسرة، وبعد ذلك في المجتمع عامة والإصابة بالإضرابات النفسية التي منها الانطواء والعُزلة ثم تبدأ بعد ذاك مرحلة البحث عن الحب والحنان والاهتمام المفقود والتقدير المنشود داخل الأسرة عند الأغراب !!

 ومضة كاتب 
زاد صراخي والألم
ومعيشتي هـم وغـم
أخي تميز واعتلى
يا والـدي ذاك ظلـم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى