المقالات

التمدد الرأسي معيق لتحسين المخططات في مكة

ندرة الأحياء النموذجية في مكة المكرمة يُفترض أن تكون دافعًا مهمًا لأمانة العاصمة نحو إعادة نمذجة الكثير من المخططات السكنية القائمة الآن عبر تنفيذ مزيد من عمليات التحسين والتطوير.
فملف تطوير الأحياء القديمة لم يعد ضمن اختصاص الأمانة، وبالتالي تركيز جهودها لرفع معدلات النمذجة في المخططات السكنية القائمة أمر ممكن وميسر مع تطلعات معالي الأستاذ مساعد الداود أن تكون معظم المخططات في هذه المدينة المباركة متكاملة ونموذجية، خصوصًا وأن معظمها لا يقل عرض شوارعها الداخلية عن 15 مترًا بخلاف حي العوالي الذي لا يتجاوز عرض بعض شوارعه الداخلية 12 مترًا، وهناك عشرات القطع داخل معظم تلك المخططات مخصصة كحدائق ومسطحات خضراء لكنها لم تنفذ، ولم يستفاد منها في مناشط مستحدثة تُساهم في تحقق النمذجة على غرار مركز حي النهضة الاجتماعي بجدة .

لكن ما هي أهم معايير النمذجة التي يمكن أن تحققها الأمانة لواقع المخططات الآن؟ ارتفاع مساحة المسطحات الخضراء والتشجير وتوافر ممرات ملائمة للمشاة في كل مخطط من تلك المخططات؟ أم إعادة معالجة مداخل وشوارع كل مخطط بما يمكن أن يُحسن من جودة واقعه؟

إن معظم مخططات مكة المكرمة تنمو بشكل رأسي مع إقرار فكرة تمدد البناء الرأسي أو الارتفاعات الرأسية لكون الطبيعة الجغرافية لهذه المدينة المباركة لا تسمح لها بالتمدد الأفقي؛ لكن هذا التمدد الرأسي للمباني السكنية اليوم أصبح يُشكل ضغطًا متناميًا على كثير من الشوارع الداخلية للمخططات التي شيدت مبانيها قبل اعتماد نظام دور المواقف؛ لتتحول إلى مزدحمة بشكلٍ لافت، وبالتقادم ستكون مكتظة.

لذلك كثير من المقترحات التي طُرحت على الأمانة في فترات زمنية سابقة لمعالجة هذا الواقع القائم كانت تتمحور حول تقنين حدود التمدد الرأسي، وأن لا يشمل كل الأحياء؛ إنما يقتصر على الواقعة داخل نطاق الدائري الثاني وما قبل الرابع، أما المخططات الحديثة ما بعد الرابع فيكون نظام البناء فيها نظام (فلل سكنية) أو منخفضة الارتفاع، وأن يُلزم المطورين العقاريين، وملاك المخططات أيضًا بتنفيذ الحدائق وتشجير المسطحات الخضراء وتأهيل الممرات المخصصة للمشاة قبل الطرح النهائي؛ لتعزيز جودة الحياة في مخططاتهم وما حول وحداتهم السكنية.
فكثير من المخططات إن لم يكن معظمها مازال يفتقر للتحسين، وللمسطحات الخضراء، والحدائق، والممرات المخصصة لرياضة المشي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى