المقالات

الفال… وحديث المقالات

الإعلامي الصديق محمد المختار الفال أهداني كتابيه “مأساة البيت العربي” و”الهوية في زمن قلق”، وقد سبق أن تحدث معي عن نيته جمع المقالات التي كتبها خلال سنوات طويلة من حياته في العمل الصحفي، وفوجئت بعمل كبير يحتاج إلى أرشيف ومتابعة وتوثيق يفتقده الكثير من الزملاء لم يفكروا في الاحتفاظ بأعمالهم سواء الميدانية أو المقالات، وهو أمر في رأيي لا بد منه للصحفي أو الكاتب وإن أصبح الآن متيسرًا نوعًا ما عن طريق الزميل “قوقل” لكنه لا يوفر أعمال السنوات الماضية.

جاء كتاب مأساة البيت العربي وأعجبني عنوانه الرديف “ابتسامات وأنياب السياسة” في 434 صفحة والثاني 297 صفحة، وقد سبقها مؤلفات لم نرها -الطريق إلى كابل- توابل وقنابل- هؤلاء كما رأيتهم- ولأنني أسمي نفسي “صحفي” أكثر من “كاتب” بل وأعتز بذلك وإن جمعت بينهما لكنني بحكم السنوات الطويلة في المهنة من 1397هـ/1976م وجدت أن ما نشره الأخ محمد الفال من مقالات فيها روح الميدان وتفاصيله وتوقفت لدى أمر هام، وهو إجادته للعناوين البراقة، وقد قيل إن العنوان موهبة لا يدركها كل من عمل في الصحافة سواء للحدث أو التقرير أو التحقيق الصحفي أو حتى المقالات، ولعلي عرفت أمرًا أدركته الآن بعد تصفح الكتب أن محمد الفال بعيدًا عن تخصصه الدراسي في اللغة العربية، له طريقة جميلة في كتابة المقال دلت على قراءة ومتابعة؛ ولأن بعض من يكتبون المقالات لا يملكون أسلوب التشويق للقارئ فتجد المقال صعب الاستيعاب أو لنقل “الهضم” مهما كان موضوعه، وهنا يجب أن أكون صادقًا مع المؤلف والقارئ أنني لم أقرأ كل مقالات الكتابين لكنني قرأت أكثرها أو ما راقت لي فكرته.

فقط يجب أن أقول إنني عرفت صديقي الفال أكثر مما نشره في كتابيه؛ خاصة أنها مقالات أُجيزت في صحف “سعودية” مختلفة غير المدينة وعكاظ الذي تسلم رئاسة تحريرها لفترة، وقد كانت المقالات في كلا الكتابين سبق نشرها في البلاد والوطن والحياة، قصدت أنها في صحف أخرى غير التي عمل فيها بل قبل المدينة وعكاظ بسنوات ويعود بعضها إلى 1996، ومسألة الإحاطة بما يجري حولك من أحداث تحتاج إلى متابعة وحضور وجاهزية؛ خاصة بعد أن يكون الكاتب أو الصحفي قد أمضى سنوات يجب أن يقدم بعدها ما يتقبله القارئ بل تجده يحرص أن يكون ما يكتبه يتفق مع خبرته، لذلك وهذا رأي خاص وجدت في باقات الفال مختلف المعارف السياسية والاجتماعية والمحلية والتربوية ومقالات أخرى، وهو في رأيي أيضًا ما يجعل الإصدارات تضم أكثر من فكرة وأكثر من حدث وأكثر من تحليل، وهو ما يبحث عنه القارئ، ولعلي أعود للكتابة عن إصدارات صديقنا الفال بعد أن أقرأها وتحتاج لوقت لكنني بصورة عامة ولا مجال لمجاملته وجدت الكتب تضم مادة جديرة بالقراءة، وأنا أميل للتنوع خشية الملل، وأتمنى منه أن يعمل على نسخة إلكترونية للكتب السابقة والجديدة؛ فهذه تساعد على انتشارها والفائدة منها لمن لم تصله الكتب وهي طريقة متاحة.

أهنئ صديقي لأن العمل الفكري الخاص يشعر الإنسان بالسرور وقد -وفقه الله- لتوثيق مشواره أو شيء منه.

آخر الكلام

يرحل الشخص وتبقى سيرته 

خالد محمد الحسيني

تربوي وإعلامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى