في زيارته لإحدى قريباته ببيتها العامر، تذوق الشاهي فأعجبه فقال لها: طعم الشاهي جميلٌ جدًّا، فارتسمت الابتسامة عليها وبدأ السرور يتشكل ويضيء كالنور في وجهها رغم أنها تُعاني من هموم وأمراض مزمنة.
فعلًا الكلمة الجميلة لها أثرٌ وجبر الخواطر على الله !!!
دعاني أحد الأصدقاء لزيارته في منزله الجديد؛ فذهبت إليه تلبية لدعوته لكنني وجدته منكسر الخاطر بسبب صديقٍ زاره قبلي وبدلًا من أن يُبارك له المنزل الجديد ويهنئه، وجَّهَ أسهم النقد إليه سهمًا تلو الآخر حتى أصبح المنزل من كثرة الانتقاد لا يساوي شيئًا مقابل ما بذله صاحبه من جهود مضنية تستحق الإشادة؛ فأفسد عليه فرحته وحطّم أحلامه!
استدركت الموقف واستعرضت أمامه الجوانب الجميلة في منزله الجديد التي تفوق الانتقادات الطفيفة التي ضخَّمها صديقه السابق، ودعوت له بالبركة والحياة السعيدة في ذلك المنزل الجميل.
استطعت جبر خاطره نوعًا ما.
ذات مرةٍ ذهبت لمراجعة إدارة حكومية خدمية للاستفسار عن معاملة تخصني، لاحظت الموظف كئيبًا مهمومًا؛ وكأنه يحمل الدنيا فوق رأسه، جلست أمامه وهو يتعامل مع الأوراق ببطء شديد وجفاء غريب ! يبدو لي من أسلوبه أن أحدهم سلب الابتسامة منه.. !!!
التفت إليه بوجه بشوش وقلت له: ما شاء الله عليك هندامك راقي ووجهك بشوش، ابتسم تلقائيًا وقال متسائلًا باستغراب: مِنْ جِدْ ؟! قلت: نعم وكذلك الجاكيت أجمل، تهلل وجههُ ضاحكًا مستبشرًا، ثم بدأ الحديث معي والأخذ والرد، وكأن ذلك الشخص العابس قد رحل وجاء غيره إلى مكانه … !!!
فعلًا الابتسامة ترد الروح وتجبر الخاطر !.
السؤال:
ما الذي يمنعك أن تفعل ذلك مع الناس .. ؟!!
لماذا الغالبية شحيحة كل الشُح بالكلمة الحسنة
وبخيلة أشد البخل في الابتسامة الجميلة ؟!
وفي المقابل سريعة الهجوم إذا ما وجدت فرصة سانحة للانتقاص والنقد والتجريح…!
أستغرب ذلك لكنه واقع ملموس مع كل أسف.
ختامًا: لا تحبس الكلام الطيب في قلبك أبدًا….
امدح .. اشكر ..ادع الله لمن تحب، قُل خيرًا للجميع فالكلام الطيب هدية وهداية، وإماطةُ الأذى عن مشاعرِ وقلوبِ النّاسِ لا يقلُّ درجةً عن إماطةِ الأذى عن طريقِهِم…
اجبُرُوا الخواطر، راعُوا المشاعر، انتقُوا كلماتِكُم، تلطَّفِوا بأفعالِكُم، ﴿وقولُوا للنّاس حُسنًا﴾ (البقرة: 83).
تحياتي للجميع، ودمتم في أحسن حال.
– كاتب رأي ومستشار أمني
