في أعماق الزمان، تلتقي الكرم والشهامة في شخصيتين عظيمتين، الشيخ ظافر بن منصور بن سرور آل مارد والعميد سعيد بن أحمد بن شذابة الأسمري، رَجُلان كريمان من بلّسمر؛ حيث يتجسد الحب والكرم والشهامة في أروع صورها.
اجتمعا على الحب والكرم والشهامة في حياتهما، والآن يجتمعان رغم عبوس الليالي والأيام، فقد أصبحت الصحة أقل منذ قبل، ولكن لا تزال تسطع في سمائهم بريق الكرم والشهامة في شخصية رجالٍ أخلاقهم كنزٌ لا يُقدّر بثمن.
على الرغم من تقدم العمر وضعف الصحة، يستمران في إشعال نار الخير والعطاء، فهما مثل لنا يحتذى به. فكلاهما مريضين ولديهما ظروف صحية صعبة، ورغم هذا يقطع أحدهما مسافات بعيدة من جنوب المملكة إلى جدة للسلام على صديقه والاطمئنان عليه.
أين نحن من هذه الأخلاق الحسنة؟
فقد تجد الصديق الودود والحميم لصديقه يكتفي برسائل الواتس أو مكالمة. وهذا غاية ما لديه من حب وتعبير عن صداقتهما، وهذا لا يكفي بين الأصحاب والأخلاء، وخصوصًا عندما يلم بأحدهما المرض العضال.
يجب أن يكون الشيخ ظافر والعميد سعيد قدوة حسنة لنا في المودة والمحبة والألفة والصداقة الصادقة.
فقد جسّد هذان الرجلان الخير خُلقًا جليًا، ونجحوا في تعليمنا اللطف في المعاملة، وجذبوا قلوبنا إليهما بالحب والاحترام. فتجد قلوبنا في مجالسهم تنجذب إلى بعضها البعض؛ وكأن هناك تأثير المغناطيس. عندهما تلتأم الجراح وتصلح بعض المشاحنات، ويشع الأمل في صلاح القلوب وتألفها.
أفعالهما النبيلة ترسم بسمة الأمل على وجوه الحاضرين مجالسهما، فهما يشكّلان قدوة في الأخلاق والكرم والجود، وتبثّ في وجودهما نسيم السلام والألفة؛ حيث يتجلى التآخي والمحبة في حضورهما.
كما أنهما يعملان بلا كلل لخدمة قيادتهما، ودينهما، ووطنهما، فقد أحرزا تقدمًا ملموسًا في بلّسمر خاصة بين قبائلهم ومجتمعهم المحلي وعلى مستوى الوطن. حفظهما الله وأطال عمرهما على الطاعة وعمل الخير.