المقالات

“قلب الأرض والصراع الدائم”

نظرية سياسية للعالم السياسي ماكندر، ظهرت في بدايات القرن العشرين، وتنص على أن من يسيطر على قلب الأرض سيسيطر على العالم بأكمله، والمقصود بقلب الأرض هي منطقة أوراسيا، التي شهدت صراعات عنيفة ودموية، ابتداءً بالحربين العالميتين، مرورا بالحرب الباردة، حتى الحرب الروسية الأوكرانية والصراعات الإقليمية في المنطقة العربية.
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي هيمنت الولايات المتحدة الأمريكية على المنطقة، وأصبح العالم أحادي القطب، وذلك جعل أمريكا تقوم بدور “شرطي العالم”، واستمرت الصراعات تزيد حدتها وتقل بالحلول الدبلوماسية بدلاً من الحرب، حتى عاد العالم “متعدد الأقطاب”.
شهد الجميع ظهور الصين كقوة عظمى، وغيرها من الدول، وعندها اتخذت الولايات المتحدة سياسة أسمتها بـ “سياسة الغياب” وتنص على أن الولايات المتحدة تسحب قواتها من المنطقة لمواجهة القوى الصاعده على الساحه الدولية ولتخلّف الفوضى في المنطقه، ولكن أثبتت هذه السياسة فشلها، وما إن غابت أمريكا عن المنطقة، إلا وتدخلت الصين بدور إيجابي، وهو الاتفاق السعودي الإيراني، برعاية جمهورية الصين الشعبية، وتوقع الجميع أن ذلك سيؤدي إلى استقرار المنطقة وازدهارها، ولكن حدث عكس التوقعات وتجدد عدم استقرار المنطقة بالصراع بين الكيان الصهيوني وفلسطين، واستمر الكيان في انتهاك القوانين الدولية واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا، واستهداف المستشفيات ودور العبادة والمدنيين، وفرض الكيان الصهيوني حصارا شاملا على غزة.
وقع كل هذا والأمم المتحدة ومجلس الأمن وحقوق الإنسان في صمت، ورداً على الحصار الشامل على غزة قامت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران باستهداف أي سفينه ذاهبة من وإلى الكيان، وتوسع الصراع إلى أن أصبح يهدد الملاحة البحرية والتجارة العالمية، وسعت الولايات المتحدة لتشكيل تحالف دولي بذريعة حماية التجارة العالمية.
أخيرًا أقول، إن عدم استجابة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، واتخاذهما موقف واضح وتسوية الصراع الإقليمي بحلّ دبلوماسي، من شأنه توسيع دائرة الصراع ليصبح صراعا عالميا.

زياد الزهراني

تخصص علوم سياسية

تعليق واحد

  1. مقال جميل ورائع
    تمنياتي بالتوقيق
    للكاتب الواعد
    والنجم الصاعد
    زياد الزهراني
    وان شاء الله نراه
    من كبار الاساتذة
    في الصحافة والاعلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى