أصبح مشاهير الفلس وغير المشاهير منهم من مقدمي المحتوى السخيف وغير اللائق في وسائل التواصل الاجتماعي، يقومون بتلقيح وتسميم عقول وأفكار وسلوك المتابعين لهذه الفئة المنحرفة فكريًا والمنحلة أخلاقيًا وسلوكيًا وأصبح هؤلاء يمثلون ظاهرة اجتماعية سلبية في المجتمع، وحديث الساعة، وذلك بسبب تسليط الضوء عليهم في تلك الوسائل ومتابعتهم وتداول مقاطعهم الأمر الذي يزيد من نسبة مشاهداتهم، وتأثر أفراد المجتمع بأخلاق هؤلاء التافهين الذين ينشرون ثقافة سلبية في المجتمع ليل نهار، وكلما اتسعت دائرة متابعيهم اتسعت نسبة الثقافة السلبية في المجتمع وهكذا تستمر الدائرة في الاتساع حتى تصبح ثقافة أفراد المجتمع بأكملهم سلبية ، وتصبح متابعة المشهور التافه مثل الجليس السوء، وقد جاء في الحديث الشريف “مثَلُ الجليسِ الصالحِ ومثلُ جليسِ السوءِ كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ ، فحاملُ المسكِ إما أن تبتاعَ منه ، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبةً ، ونافخُ الكيرِ إما أن يُحرِقَ ثيابَك ، وإما أن تجدَ منه ريحًا خبيثةً” .
ولكن في المقابل توجد نماذج مثالية إيجابية فعّالة كثيرة من أفراد المجتمع على درجة عالية من العلم والأخلاق الحميدة كالعلماء والأطباء والمهندسين وغيرهم من التخصصات والمخترعين، الذين ينشرون علمهم وأفكارهم النيرة وإنجازاتهم وأخلاقهم، وكذلك كل عضو نافع يساهم مساهمة هادفة وبناءة في خدمة المجتمع والوطن، وهؤلاء هم من سيحققون رؤية ٢٠٣٠ -بإذن الله- أما مشهور الفلس ماذا سيحقق؟! ولكن الأغلب من هؤلاء الإيجابيين غير ظاهرين على السطح مثل التافهين الذين جذبوا نحوهم الأنظار بسوء ما يقدمون وقد قيل ” خالف تعرف ” لأن فضول النفس الإنسانية يدعوها إلى متابعة ومشاهدة الممنوع من العرض وغير المألوف مثل أسرار وأعراض وخصوصيات الحياة الشخصية والأسرية، وتعرية الأجساد، فكل ممنوع مرغوب، وكل ذلك من أجل الشهرة والحصول على دعم المتابعين وزيادة نسبة المشاهدات لمحتواهم السخيف.
أما النماذج الإيجابية من أفراد المجتمع ينشرون ثقافة إيجابية في المجتمع سواءً كانوا من المشاهير أو من العامة وأيضًا هؤلاء يسلط عليهم الضوء بواسطة وسائل الإعلام الهادفة ليل نهار، ولعل خير مثال يضرب على هؤلاء الإيجابيين عندما نشاهد الجمع الغفير من المعتمرين والحجاج والطائفين والعاكفين والركع السجود في المسجد الحرام والمسجد النبوي، وكذلك عندما نشاهد سنويًا الأعداد الهائلة من خريجي المدارس والجامعات ، وعندما نشاهد رجالنا البواسل وهم يقفون كالأسود في ميادين العزة والكرامة لحماية الأمن الداخلي والخارجي للوطن، ولا ننسى الجيش الأبيض من الكوادر الطبية الذين وقفوا وقفة رجل واحد وصمدوا وحاربوا جائحة كورونا ، وغيرهم الكثير من النماذج المشرفة كالمعلمين والموظفين والعاملين المجتهدين والمكافحين بصفة عامة الذين يسعون إلى تأمين رزقهم من عرق جبينهم وليس من عرض أجسادهم، وأفكارهم الهدامة، وألفاظهم البذيئة الخادشة للحياء، من خلف الشاشة .
ولعلي أستعير مقولة أعجبتني لزميلي الكاتب في صحيفة اليوم علي بطيح العمري القائل: “العقل مثل الحقل.. فالحقل إما أن تنمو فيه الأزهار الطيبة أو الحشائش الضارة.. وكذلك العقل إما أن تنمو فيه الأفكار الإيجابية أو الأفكار السلبية”.
وكذلك مشاهير الفلس مثل الحقل الذي تنمو فيه الحشائش الضارة ويؤثرون سلبًا على عقولنا وسلوكنا، فإن لم نكافحهم ونحظرهم من حياتنا سوف يتمادون وينتشرون في جسد المجتمع بأكمله.
مستشار اجتماعي
عبدالرحمن حسن جان
مقالة “مشاهير الفلس، وجلساء السوء “للأستاذ القدير عبدالرحمن بن حسن جان، المستشار الإجتماعي ، من المقالات القيمة لتوضيح هذا المسلك غير الحميد لكثير من مدعي ما يسمى “مشاهير الميديا” وهم للأسف لايعلمون في الغالب، ما يكتبون علما وخلقا ، وهمهم الأول والأخير ، كسب أصوات أو إعجاب الدهماء . جزى الله خيرا سعادة الأستاذ عبدالرحمن ، مع خالص التحية والتقدير والاحترام .