المقالات

أين تَجِدُ نَفْسَك؟

“ينقسمُ الجنسُ البشريُّ إلى نوعينِ منَ البشر: 95% منهُم يعرفونَ أنّهُم ليسُوا عُظماء ولن يكُونوا، ويَقبلُون موقعهُم من الحياة، ويستمرّون في عملهم اليوميّ دُونَ أسئلةٍ كثيرة، وبقيّةُ 5% لديهم إحساسٌ مُحدّدٌ بأنّهُم ينبغي أن يكونُوا عُظماء، وقد لا يعرفُونَ كيفَ يُحقّقونَ ذلك، إلّا أنّهُم ينظرُونَ حولَهُم ولا يقتنعُون ببساطةٍ أن يكونُوا مثل الآخرين”

لم تَكُن بليغةً بما يكفي، ولكن يتخللُها قيمةٌ تعملُ بإخلاصٍ في عقولنا وقلوبنا، وتُنادي بصوتها الجهورِ في أرواحنا، وربما كانت القصصُ التي نعرفُها أكثرَ كرماً وأجودَ نفساً لقياسِ تلكَ الصّيغةِ التي قد نتفقُ معها كثيراً، وتُلازمُ العظماءَ وما دونهم، رغم قسوتها وسوادها.

عملياً؛ لا بد من تحققِ هذه النّسبة، أو في أقلِ تقديرٍ يجبُ أن تكونَ ظاهرة. ولن تستقيمَ الحياةُ بكثرةِ العُظماءِ وقلّةِ السّواد، ولم يُرتَّقب الأعظمُ يوماً إلا بالسّواد، وهنا تكمنُ مزيةُ القلّةِ النّادرةِ والقليلِ البارز، ولذلك تحققت فكرةُ الرّأسِ والجَسَد.

مما سبق يتبينُ أحقيةُ أولئكَ القلّة، ولكن، للاستحقاقِ استحقاقٌ سابق، ولتلكَ المزيةِ طريقٌ لا تخلو ملامحه من الطّولِ والصّعوبةِ والمشقّة، وبهذا يتحققُ الاستحقاق. وإلا ما فائدةُ ذلك التّمييز؟ وإن كانَ ما نهفو إليهِ قريبٌ منالُه وسهلٌ إلى مآلِه فأينَ الفَرقُ إذاً في قانونِ الضّربِ في الأرض؟ بل أينَ الفرقُ بينَ من استكانَ لهواه، ومن أسكته ليستمعَ لضوضاءِ الطّلب ومعرّةِ البحث؟

نعرفُ جميعاً منطقةَ الرّاحة، وهي التي حُدِّدَت بحسبِ القربِ منها والابتعادِ عنها صيغُ المستقبلِ وقراءةُ النّهاياتِ قبلَ أن تحل، كما أنّها تُعطي ملامحَ السّبيلِ الذي نمضي فيها، وحالةَ المشقّةِ وقدرها.

وُجِدنا جميعاً في ذلك السّواد، ولكنَّ ذلك السّوادَ لا يعدو إلا أن يكونَ قاعدةً للانطلاق، والخيارُ حينها: إما انطلاقةٌ نحو التّرقي، ولحاقٌ بركبِ القلّة، أو البقاءِ في تلكَ القاعدة، ومراقبةِ المُتَرقّين. ولكن إياكَ أن تتصارعَ مع نفسك، لتثبتَ حاكميةَ القدرِ المُطلقة، وتُنحّي أو تُسقطَ منطقةَ الراحةِ حينَ عَمِلت فيك، وأخفقتَ مع عظيمٍ يترقّب.

ختاماً.. ليسَ للمجدِ نَسَبٌ مع أحد، وكلُّ صلاتِ المجدِ مع من يطلُبه، ويسعى في تحقيقه، ويُجهِد نَفسهُ في الوصولِ إليه…….. فقط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى