في كتب وأخبار الأوائل نجد قصصًا وأخبارًا كفيلة بالاستفادة من تجاربها في الحياة، وفي هذا المقال تذكرت قصة الفقير الذي أكرمه الله بزوجة وبمهر كيس بصل أكرمه والدها .. وعندما تزوجها وأنجب منها طفلًا.. طلبت منه أن يذهب بها لزيارة أهلها وهما في الطريق تعرقلت الزوجة، وسقطت في بحيرة وطلبت منه النجدة.. فنظر إليها.. قائلًا ما أنت إلا مهر كيس بصل فحمل ابنه وانصرف عنها … وعندما وصلوا إلى أهلها..حكت القصة لوالدها .. الذي غضب ثم طرده .. وقال لن تعود ابنتي معك إلا بكيس من ذهب .. خُذ طفلك وارحل. رحل الزوج وطفله الرضيع وبعد أيام أحس بالندم ومرارة الوحدة الموحشة؛ فلم يتحمل ذلك فأخذ يجمع الذهب ثم قدمه لوالد زوجته … فقال الوالد ضاحكًا نعم:
إذا أكرمت الكريم ملكته
وإذا أكرمت اللئيم تمرد …
قد يقول قائل: اعمل الخير وارميه في البحر… آية خير ترميه في البحر؛ وخاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن والمحن ونكران الجميل، ونسيان المعروف وأهله… ونصيحتي ألا تعطِ أكثر من قدرتك التي تحتملها حال في من أكرمته خان أو كان لئيمًا حتى لا يوجعك همًا وغمًا بل اعتبره ضمن قائمة من تترحم عليهم، ومجرد ما تسمع سيرته قل الله يرحم موتى المسلمين.
أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن لا ننسى الفضل بيننا كما جاء في محكم التنزيل (وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ…) (البقرة: 237)
فاحذروا مصاحبة اللئيم من المتمردين المتلذذين بأذى الآخرين؛ وخاصة من يقدم لهم المعروف.. وكما بدأنا المقال بقصة نختمه بالمثل المعروف، “اتقِ شر من أحسنت إليه”..